صفحة جزء


[ ص: 409 ] بسم الله الرحمن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ( 1 ) )

يقول تعالى ذكره : دنا حساب الناس على أعمالهم التي عملوها في دنياهم ونعمهم التي أنعمها عليهم فيها في أبدانهم ، وأجسامهم ، ومطاعمهم ، ومشاربهم ، وملابسهم وغير ذلك من نعمه عندهم ، ومسألته إياهم ماذا عملوا فيها; وهل أطاعوه فيها ، فانتهوا إلى أمره ونهيه في جميعها ، أم عصوه فخالفوا أمره فيها ؟ ( وهم في غفلة معرضون ) يقول : وهم في الدنيا عما الله فاعل بهم من ذلك يوم القيامة ، وعن دنو محاسبته إياهم منهم ، واقترابه لهم في سهو وغفلة ، وقد أعرضوا عن ذلك ، فتركوا الفكر فيه ، والاستعداد له ، والتأهب ، جهلا منهم بما هم لاقوه عند ذلك من عظيم البلاء ، وشديد الأهوال .

وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( وهم في غفلة معرضون ) قال أهل التأويل ، وجاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن المثنى قال : ثنا أبو الوليد قال : ثني أبو معاوية قال : أخبرنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( وهم في غفلة معرضون ) قال : في الدنيا .

التالي السابق


الخدمات العلمية