القول في 
تأويل قوله تعالى : ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون  ( 10 ) )  
[ ص: 416 ] اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معناه ، لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ، فيه حديثكم . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
محمد بن عمرو  قال : ثنا 
أبو عاصم  قال : ثنا 
عيسى  وحدثني 
الحارث  قال : ثنا 
الحسن  قال : ثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح  عن 
مجاهد  قوله ( 
فيه ذكركم  ) قال : حديثكم  . 
حدثنا 
القاسم  قال : ثنا 
الحسين  قال : ثني 
حجاج  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  عن 
مجاهد   ( 
لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم  ) قال : حديثكم ( 
أفلا تعقلون  ) قال : في قد أفلح ( 
بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون  )  . 
حدثنا 
القاسم  قال : ثنا 
الحسين  قال : ثنا 
سفيان   : نزل القرآن بمكارم الأخلاق ، ألم تسمعه يقول ( 
لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون  ) . 
وقال آخرون : بل عنى بالذكر في هذا الموضع : الشرف ، وقالوا : معنى الكلام : لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه شرفكم . 
قال 
أبو جعفر   : وهذا القول الثاني أشبه بمعنى الكلمة ، وهو نحو مما قال 
سفيان  الذي حكينا عنه ، وذلك أنه شرف لمن اتبعه وعمل بما فيه .