القول في 
تأويل قوله تعالى : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون  ( 26 ) 
لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون  ( 27 ) )  
[ ص: 428 ] يقول تعالى ذكره : وقال هؤلاء الكافرون بربهم : اتخذ الرحمن ولدا من ملائكته ، فقال جل ثناؤه استعظاما مما قالوا ، وتبريا مما وصفوه به سبحانه ، يقول تنزيها له عن ذلك ، ما ذلك من صفته ( 
بل عباد مكرمون  ) يقول : ما الملائكة كما وصفهم به هؤلاء الكافرون من بني آدم ، ولكنهم عباد مكرمون ، يقول : أكرمهم الله .
كما حدثنا 
بشر  قال : ثنا 
يزيد  قال : ثنا 
سعيد  عن 
قتادة  قوله ( 
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون  ) قال : قالت 
اليهود   : إن الله تبارك وتعالى صاهر الجن ، فكانت منهم الملائكة ، قال الله تبارك وتعالى تكذيبا لهم وردا عليهم ، ( 
بل عباد مكرمون  ) وإن الملائكة ليس كما قالوا ، إنما هم عباد أكرمهم الله بعبادته . 
حدثنا 
محمد بن عبد الأعلى  قال : ثنا 
محمد بن ثور  عن 
معمر  عن 
قتادة  وحدثنا 
الحسن  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق  قال : أخبرنا 
معمر  عن 
قتادة   ( 
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا  ) قالت 
اليهود  وطوائف من الناس : إن الله تبارك وتعالى خاتن إلى الجن والملائكة من الجن ، قال الله تبارك وتعالى ( 
سبحانه بل عباد مكرمون  ) ، وقوله : ( 
لا يسبقونه بالقول  ) يقول جل ثناؤه : لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم ، ولا يعملون عملا إلا به . 
حدثنا 
بشر  قال : ثنا 
يزيد  قال : ثنا 
سعيد  عن 
قتادة  قال : قال الله ( 
لا يسبقونه بالقول  ) يثني عليهم ( 
وهم بأمره يعملون  ) .