القول في تأويل قوله تعالى : ( 
والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون  ( 36 ) )  
[ ص: 630 ] يقول تعالى ذكره : والبدن وهي جمع بدنة ، وقد يقال لواحدها : بدن ، وإذا قيل بدن احتمل أن يكون جمعا وواحدا ، يدل على أنه قد يقال ذلك للواحد قول الراجز : 
علي حين نملك الأمورا صوم شهور وجبت نذورا     وحلق راسي وافيا مضفورا 
وبدنا مدرعا موفورا 
والبدن : هو الضخم من كل شيء ، ولذلك قيل 
لامرئ القيس بن النعمان  صاحب الخورنق ، والسدير البدن : لضخمه واسترخاء لحمه ، فإنه يقال : قد بدن تبدينا . فمعنى الكلام : والإبل العظام الأجسام الضخام جعلناها لكم أيها الناس من شعائر الله ، يقول : من أعلام أمر الله الذي أمركم به في مناسك حجكم إذا قلدتموها وجللتموها وأشعرتموها علم بذلك وشعر أنكم فعلتم ذلك من الإبل والبقر . 
كما : حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
يحيى  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  ، قال : قال 
عطاء   : ( 
والبدن جعلناها لكم من شعائر الله  ) قال : البقرة والبعير .  
[ ص: 631 ] وقوله : ( 
لكم فيها خير  ) يقول : لكم في البدن خير ، وذلك الخير هو الأجر في الآخرة بنحرها والصدقة بها ، وفي الدنيا : الركوب إذا احتاج إلى ركوبها . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : حدثني 
محمد بن عمرو  ، قال : ثنا 
أبو عاصم  ، قال : ثنا 
عيسى   - وحدثني 
الحارث  ، قال : ثنا 
الحسن  ، قال : ثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  ، في قول الله : ( 
لكم فيها خير  ) قال : أجر ومنافع في البدن . 
حدثنا 
القاسم  ، قال : ثنا 
الحسين  ، قال : ثني 
حجاج  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  ، عن 
مجاهد  مثله . 
حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
عبد الرحمن  ، قال . حدثنا 
سفيان  ، عن 
منصور  ، عن 
إبراهيم   : ( 
لكم فيها خير  ) قال : اللبن والركوب إذا احتاج . 
حدثنا 
عبد الحميد بن بيان  ، قال : أخبرنا 
إسحاق  ، عن 
شريك  ، عن 
منصور  ، عن 
إبراهيم   : ( 
لكم فيها خير  ) قال : إذا اضطررت إلى بدنتك ركبتها وشربت لبنها . 
حدثنا 
ابن حميد  ، قال : ثنا 
جرير  ، عن 
منصور  ، عن 
إبراهيم   : ( 
لكم فيها خير  ) من احتاج إلى ظهر البدنة ركب ، ومن احتاج إلى لبنها شرب . 
وقوله : ( 
فاذكروا اسم الله عليها صواف  ) يقول تعالى ذكره : فاذكروا اسم الله على البدن عند نحركم إياها صواف . 
واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار ( 
فاذكروا اسم الله عليها صواف  ) بمعنى مصطفة ، واحدها : صافة ، وقد صفت بين أيديها . وروي عن 
الحسن  ومجاهد  وزيد بن أسلم  وجماعة أخر معهم ، أنهم قرءوا ذلك . " صوافي " بالياء منصوبة ، بمعنى : خالصة لله لا شريك له فيها صافية له . 
وقرأ بعضهم ذلك : " صواف " بإسقاط الياء وتنوين الحرف ، على مثال : عوار وعواد . وروي عن 
ابن مسعود  أنه قرأه : " صوافن " بمعنى : معقلة . 
والصواب من القراءة في ذلك عندي قراءة من قرأه بتشديد الفاء  
[ ص: 632 ] ونصبها ، لإجماع الحجة من القراء عليه بالمعنى الذي ذكرناه لمن قرأه كذلك . 
ذكر من تأوله بتأويل من قرأه بتشديد الفاء ونصبها : - حدثنا 
أبو كريب  ، قال : ثنا 
جابر بن نوح  ، عن 
الأعمش  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان  ، عن 
ابن عباس  ، في قوله : ( 
فاذكروا اسم الله عليها صواف  ) قال : الله أكبر الله أكبر ، اللهم منك ولك . صواف : قياما على ثلاث أرجل . فقيل 
 nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس   : ما نصنع بجلودها ؟ قال : تصدقوا بها ، واستمتعوا بها . 
حدثني 
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم  ، قال : ثنا 
أيوب بن سويد  ، قال : ثنا 
سفيان  ، عن 
الأعمش  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان  ، عن 
ابن عباس  ، في قوله : ( صواف ) قال : قائمة ، قال : يقول : الله أكبر ، لا إله إلا الله ، اللهم منك ولك . 
حدثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى  ، قال : ثنا 
ابن أبي عدي  ، عن 
شعبة  ، عن 
سليمان  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان  ، عن 
ابن عباس   : ( 
فاذكروا اسم الله عليها صواف  ) قال : قياما على ثلاث قوائم معقولة باسم الله ، اللهم أكبر ، اللهم منك ولك . 
حدثني 
يعقوب  قال : ثنا 
هشيم  ، قال : أخبرنا 
حصين  ، عن 
مجاهد  ، عن 
ابن عباس  ، في قوله : ( صواف ) قال : معقولة إحدى يديها ، قال : قائمة على ثلاث قوائم . 
حدثني 
علي  قال : ثنا 
عبد الله  ، قال : ثني 
معاوية  عن 
علي  ، عن 
ابن عباس  ، في قوله : ( 
فاذكروا اسم الله عليها صواف  ) يقول : قياما . 
حدثني 
محمد بن سعد  ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس  قوله : ( 
فاذكروا اسم الله عليها صواف  ) والصواف : أن تعقل قائمة واحدة وتصفها على ثلاث فتنحرها كذلك . 
حدثنا 
يعقوب  قال : ثنا 
هشيم  ، قال : أخبرنا 
يعلى بن عطاء  ، قال : أخبرنا 
بجير بن سالم  ، قال : رأيت 
ابن عمر  وهو ينحر بدنته ، قال : فقال : ( صواف ) كما قال الله ، قال : فنحرها وهي قائمة معقولة إحدى يديها . 
حدثنا 
أبو كريب  ، قال : ثنا 
ابن إدريس  ، قال : أخبرنا 
ليث  ، عن 
مجاهد  ، قال : الصواف : إذا عقلت رجلها وقامت على ثلاث .  
[ ص: 633 ] قال : ثنا 
ليث  ، عن 
مجاهد  ، في قوله : ( 
فاذكروا اسم الله عليها صواف  ) قال : صواف بين أوظافها . 
حدثني 
محمد بن عمرو  ، قال : ثنا 
أبو عاصم  ، قال : ثنا 
عيسى   - وحدثني 
الحارث  ، قال : ثنا 
الحسن  ، قال : ثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد   : ( صواف ) قال : قيام صواف على ثلاث قوائم . 
- حدثنا 
القاسم  ، قال : ثنا 
الحسين  ، قال : ثني 
حجاج  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  ، عن 
مجاهد   : ( 
فاذكروا اسم الله عليها صواف  ) قال : بين وظائفها قياما . 
حدثنا 
ابن البرقي  ، قال : ثنا 
ابن أبي مريم  ، قال : أخبرنا 
يحيى بن أيوب  ، عن 
خالد بن يزيد  ، عن 
ابن أبي هلال  ، عن 
نافع  ، عن 
عبد الله   : أنه كان ينحر البدن وهي قائمة مستقبلة البيت تصف أيديها بالقيود ، قال : هي التي ذكر الله : ( 
فاذكروا اسم الله عليها صواف  ) . 
حدثنا ابن حميد ، قال : ثني جرير ، عن منصور ، عن رجل ، عن أبي ظبيان ، عن 
ابن عباس  ، قال : قلت له : قول الله ( 
فاذكروا اسم الله عليها صواف  ) قال : إذا أردت أن تنحر البدنة فانحرها ، وقل : الله أكبر ، لا إله إلا الله ، اللهم منك ولك ، ثم سم ثم انحرها . قلت : فأقول ذلك للأضحية ، قال : وللأضحية . 
ذكر من تأوله بتأويل من قرأه : " صوافي " بالياء : حدثنا 
ابن عبد الأعلى  ، قال : ثنا 
المعتمر  ، عن أبيه ، عن 
الحسن  أنه قال : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : مخلصين . 
قال : ثنا 
ابن ثور  ، عن 
معمر  ، قال : قال 
الحسن   : " صوافي " : خالصة . 
حدثنا 
الحسن  ، قال : أخبرنا 
عبد الرزاق  ، قال : أخبرنا 
معمر  ، قال : قال 
الحسن   : " صوافي " : خالصة لله . 
حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
عبد الرحمن  ، قال : ثنا 
سفيان  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم  عن 
شقيق الضبي   : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : خالصة . 
قال : ثنا 
عبد الرحمن  ، قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12339أيمن بن نابل  ، قال : سألت 
 nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوسا  عن قوله : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : خالصا .  
[ ص: 634 ] حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  ، قال : قال 
ابن زيد  ، في قوله : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : خالصة ليس فيها شريك كما كان المشركون يفعلون ، يجعلون لله ولآلهتهم صوافي صافية لله تعالى . 
ذكر من تأوله بتأويل من قرأه " صوافن " : حدثنا 
ابن عبد الأعلى  ، قال : ثنا 
ابن ثور  ، عن 
معمر  ، عن 
قتادة   : في حرف 
ابن مسعود   : " فاذكروا اسم الله عليها صوافن " : أي معقلة قياما . 
حدثنا 
الحسن  ، قال : أخبرنا 
عبد الرزاق  ، قال : أخبرنا 
معمر  ، عن 
قتادة   : في حرف 
ابن مسعود   : " فاذكروا اسم الله عليها صوافن " قال : أي معقلة قياما . 
حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
عبد الرحمن  ، قال : ثنا 
سفيان  ، عن 
منصور  ، عن 
مجاهد  ، قال : من قرأها " صوافن " قال : معقولة . قال : ومن قرأها : ( صواف ) قال : تصف بين يديها . 
حدثت عن 
الحسين  ، قال : سمعت 
أبا معاذ  يقول : أخبرنا 
عبيد  ، قال : سمعت 
الضحاك  يقول في قوله : " فاذكروا اسم الله عليها صواف " يعني صوافن ، والبدنة إذا نحرت عقلت يدا واحدة ، فكانت على ثلاث ، وكذلك تنحر . 
قال 
أبو جعفر   : وقد تقدم بيان أولى هذه الأقوال بتأويل قوله : ( صواف ) وهي المصطفة بين أيديها المعقولة إحدى قوائمها . 
وقوله : ( 
فإذا وجبت جنوبها  ) يقول : فإذا سقطت فوقعت جنوبها إلى الأرض بعد النحر ، ( 
فكلوا منها  ) وهو من قولهم : قد وجبت الشمس : إذا غابت فسقطت للتغيب ، ومنه قول أوس بن حجر : 
ألم تكسف الشمس والبدر     والكواكب للجبل الواجب 
 [ ص: 635 ] يعني بالواجب الواقع . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : - حدثني 
محمد بن عمرو  ، قال : ثنا 
أبو عاصم  ، قال : ثني 
عيسى   ; وحدثني 
الحارث  ، قال : ثنا 
الحسن  ، قال : ثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد   : ( 
فإذا وجبت جنوبها  ) سقطت إلى الأرض . 
حدثنا 
القاسم  ، قال : ثنا 
الحسين  ، قال : ثني 
حجاج  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  ، عن 
مجاهد  مثله . 
حدثنا 
ابن حميد  ، قال : ثنا 
سلمة  ، عن 
ابن إسحاق  ، في قوله : ( 
فإذا وجبت جنوبها  ) قال : إذا فرغت ونحرت . 
حدثني 
محمد بن عمارة  ، قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى  ، قال : أخبرنا 
إسرائيل  ، عن 
أبي يحيى  ، عن 
مجاهد   : ( 
فإذا وجبت  ) نحرت . 
حدثني 
محمد بن سعد  ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس  قوله : ( 
فإذا وجبت جنوبها  ) قال : إذا نحرت . 
حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  ، قال : قال 
ابن زيد  ، في قوله : ( 
فإذا وجبت جنوبها  ) قال : فإذا ماتت . 
وقوله : ( 
فكلوا منها  ) وهذا مخرجه مخرج الأمر ومعناه الإباحة والإطلاق ; يقول الله : فإذا نحرت فسقطت ميتة بعد النحر فقد حل لكم أكلها ، وليس بأمر إيجاب . 
وكان 
 nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي  يقول في ذلك ما : - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار  ، قال : ثنا 
عبد الرحمن  ، قالا ثنا 
سفيان  ، عن 
منصور  ، عن 
إبراهيم  ، قال : المشركون كانوا لا يأكلون من ذبائحهم ، فرخص للمسلمين ، فأكلوا منها ، فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل . 
حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
مؤمل  ، قال : ثنا 
سفيان  ، عن 
حصين  ، عن 
مجاهد  ، قال : إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل ، فهي بمنزلة : ( 
وإذا حللتم فاصطادوا  ) .  
[ ص: 636 ] حدثني 
محمد بن سعد  ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس   : ( 
فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر  ) يقول : يأكل منها ويطعم . 
حدثنا 
القاسم  ، قال : ثنا 
الحسين  ، قال : ثنا 
هشيم  ، قال : أخبرنا 
يونس  عن 
الحسن   . وأخبرنا 
مغيرة  ، عن 
إبراهيم  ، وأخبرنا 
حجاج  ، عن 
عطاء   . وأخبرنا 
حصين  ، عن 
مجاهد  ، في قوله : ( 
فكلوا منها  ) قال : إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل ، قال 
مجاهد   : هي رخصة ، هي كقوله : ( 
فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض  ) ومثل قوله : ( 
وإذا حللتم فاصطادوا  ) ، وقوله : ( 
وأطعموا القانع والمعتر  ) يقول : فأطعموا منها القانع . 
واختلف أهل التأويل في المعني بالقانع والمعتر ، فقال بعضهم : القانع الذي يقنع بما أعطي أو بما عنده ولا يسأل ، والمعتر : الذي يتعرض لك أن تطعمه من اللحم ولا يسأل . 
ذكر من قال ذلك : - حدثني 
محمد بن سعد  ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس  ، في قوله : ( 
وأطعموا القانع والمعتر  ) قال : القانع : المستغني بما أعطيته وهو في بيته ، والمعتر : الذي يتعرض لك ويلم بك أن تطعمه من اللحم ولا يسأل  . وهؤلاء الذين أمر أن يطعموا من البدن . 
حدثني 
يعقوب  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية  عن ليث ، عن 
مجاهد  ، قال : القانع : جارك الذي يقنع بما أعطيته ، والمعتر : الذي يتعرض لك ولا يسألك . 
حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  ، قال : أخبرني 
أبو صخر  ، عن 
القرظي  أنه كان يقول في هذه الآية : ( 
وأطعموا القانع والمعتر  ) القانع : الذي يقنع بالشيء اليسير يرضى به ، والمعتر : الذي يمر بجانبك لا يسأل شيئا; فذلك المعتر . 
وقال آخرون : القانع : الذي يقنع بما عنده ولا يسأل; والمعتر : الذي يعتريك فيسألك . 
ذكر من قال ذلك : حدثني 
علي  ، قال : ثنا أبو 
صالح  ، قال : ثني  
[ ص: 637 ] معاوية  ، عن 
علي بن أبي طلحة  ، عن 
ابن عباس  قوله : ( 
القانع والمعتر  ) يقول : القانع المتعفف; ( والمعتر ) يقول : السائل . 
حدثنا 
ابن أبي الشوارب  ، قال : ثنا 
عبد الواحد  ، قال : ثنا 
خصيف  ، قال : سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا  يقول : القانع : أهل مكة; والمعتر : الذي يعتريك فيسألك . 
حدثني 
أبو السائب  ، قال : ثنا 
عطاء  عن خصيف ، عن 
مجاهد  مثله . 
حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
مسلم بن إبراهيم  ، قال : ثني 
كعب بن فروخ  ، قال : سمعت 
قتادة  يحدث ، عن 
عكرمة  ، في قوله : ( 
القانع والمعتر  ) قال : القانع : الذي يقعد في بيته ، والمعتر : الذي يسأل . 
حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
عبد الأعلى  ، قال : ثنا 
سعيد  عن 
قتادة  ، قال : القانع : المتعفف الجالس في بيته; والمعتر : الذي يعتريك فيسألك . 
حدثنا 
ابن عبد الأعلى  ، قال : ثنا 
ابن ثور  ، عن 
معمر  ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  ، قال : القانع : والمعتر ، قال : القانع : الطامع بما قبلك ولا يسألك; والمعتر : الذي يعتريك ويسألك . 
حدثني 
نصر بن عبد الرحمن  ، قال : ثنا 
المحاربي  ، عن 
سفيان  ، عن 
منصور  ، عن 
مجاهد  وإبراهيم  قالا القانع : الجالس في بيته; والمعتر : الذي يسألك . 
حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
عبد الأعلى  ، قال : ثنا 
سعيد  ، عن 
قتادة  في القانع والمعتر ، قال : القانع : الذي يقنع بما في يديه; والمعتر : الذي يعتريك ، ولكليهما عليك حق يا ابن آدم . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
جرير  ، عن 
منصور  ، عن 
مجاهد   : ( 
فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر  ) قال : القانع الذي يجلس في بيته . والمعتر : الذي يعتريك . 
وقال آخرون : القانع : هو السائل ، والمعتر : هو الذي يعتريك ولا يسأل . 
ذكر من قال ذلك : حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
عبد الأعلى  ، قال : ثنا 
يونس  عن 
الحسن  ، قال : القانع : الذي يقنع إليك ويسألك; والمعتر :  
[ ص: 638 ] الذي يتعرض لك ولا يسألك . 
حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى  ، قال : ثنا 
محمد بن جعفر  ، قال : ثنا 
شعبة  ، عن 
منصور بن زاذان  ، عن 
الحسن  ، في هذه الآية : ( 
وأطعموا القانع والمعتر  ) قال : القانع : الذي يقنع ، والمعتر : الذي يعتريك . قال : وقال الكلبي : القانع : الذي يسألك ; والمعتر : الذي يعتريك ، يتعرض ولا يسألك . 
حدثني 
نصر بن عبد الرحمن الأودي  ، قال : ثنا 
المحاربي  ، عن 
سفيان  ، عن 
يونس  عن 
الحسن  ، في قوله : ( 
وأطعموا القانع والمعتر  ) قال : القانع : الذي يسألك ، والمعتر : الذي يتعرض لك . 
حدثنا 
أبو كريب  ، قال : ثنا 
ابن إدريس  ، عن أبيه ، قال : قال 
سعيد بن جبير   : القانع : السائل . 
حدثني 
محمد بن إسماعيل الأحمسي  ، قال : ثني 
غالب  ، قال : ثني 
شريك  ، عن 
فرات القزاز  ، عن 
سعيد بن جبير  ، في قوله : ( القانع ) قال هو السائل ، ثم قال . أما سمعت قول الشماخ : 
لمال المرء يصلحه فيغني     مفاقره أعف من القنوع 
قال : من السؤال . 
حدثني 
يعقوب  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية  قال : أخبرنا 
يونس  عن 
الحسن  ، أنه قال في قوله : ( 
وأطعموا القانع والمعتر  ) قال : القانع : الذي يقنع إليك يسألك ، والمعتر : الذي يريك نفسه ويتعرض لك ولا يسألك . 
حدثنا 
القاسم  ، قال : ثنا 
الحسين  ، قال : ثنا 
هشام  قال : أخبرنا 
منصور   [ ص: 639 ] ويونس  عن 
الحسن   . قال : القانع : السائل ، والمعتر : الذي يتعرض ولا يسأل . 
حدثنا 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  ، قال : أخبرني 
 nindex.php?page=showalam&ids=16455عبد الله بن عياش  ، قال : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم   : القانع : الذي يسأل الناس . 
وقال آخرون : القانع : الجار ، والمعتر : الذي يعتريك من الناس . 
ذكر من قال ذلك : - حدثنا 
أبو كريب  ، قال : ثنا 
ابنا إدريس  ، قال : سمعت ليثا ، عن 
مجاهد  ، قال : القانع : جارك وإن كان غنيا ، والمعتر : الذي يعتريك . 
حدثنا 
ابن حميد  ، قال : ثنا حكام ، عن 
عنبسة  ، عن 
ابن أبي نجيح  ، قال : قال 
مجاهد  ، في قوله : ( 
وأطعموا القانع والمعتر  ) قال : القانع : جارك الغني ، والمعتر : من اعتراك من الناس . 
حدثني 
يعقوب  قال : ثنا 
هشيم  ، قال : أخبرنا 
مغيرة  ، عن 
إبراهيم  ، في قوله : ( 
وأطعموا القانع والمعتر  ) أنه قال : أحدهما السائل ، والآخر الجار . 
وقال آخرون : القانع : الطواف ، والمعتر : الصديق الزائر . 
ذكر من قال ذلك : - حدثني 
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم  ، قال : ثني أبي 
وشعيب بن الليث  ، عن الليث ، عن 
خالد بن يزيد  ، عن 
ابن أبي هلال  ، قال : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم  ، في قول الله تعالى : ( 
القانع والمعتر  ) فالقانع : المسكين الذي يطوف ، والمعتر : الصديق والضعيف الذي يزور . 
وقال آخرون : القانع : الطامع ، والمعتر : الذي يعتر بالبدن . 
ذكر من قال ذلك : - حدثني 
محمد بن عمرو  ، قال : ثنا 
أبو عاصم  ، قال : ثنا 
عيسى   - وحدثني 
الحارث  ، قال : ثنا 
الحسن  ، قال : ثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  قوله : ( القانع ) قال : الطامع; والمعتر : من يعتر بالبدن من غني أو فقير . 
حدثنا 
القاسم  ، قال : ثنا 
الحسين  ، قال : ثني 
حجاج  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  ، قال : أخبرني 
عمر بن عطاء  ، عن 
عكرمة  ، قال : القانع : الطامع .  
[ ص: 640 ] وقال آخرون : القانع : هو المسكين ، والمعتر : الذي يتعرض للحم . 
ذكر من قال ذلك : - حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  ، قال : قال 
ابن زيد  ، في قوله : ( 
وأطعموا القانع والمعتر  ) قال : القانع : المسكين ، والمعتر : الذي يعتر القوم للحمهم وليس بمسكين ، ولا تكون له ذبيحة ، يجيء إلى القوم من أجل لحمهم ، والبائس الفقير : هو القانع . 
وقال آخرون بما : - حدثنا به 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
عبد الرحمن  ، قال : ثنا 
سفيان  ، عن فرات ، عن 
سعيد بن جبير  ، قال : القانع : الذي يقنع ، والمعتر : الذي يعتريك . 
حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
عبد الرحمن  ، قال : ثنا 
سفيان  ، عن 
يونس  عن 
الحسن  بمثله . 
قال : ثنا 
سفيان  ، عن 
منصور  ، عن 
إبراهيم  ومجاهد   : ( 
القانع والمعتر  ) القانع : الجالس في بيته ، والمعتر : الذي يتعرض لك . 
وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال : عنى بالقانع السائل ؛ لأنه لو كان المعني بالقانع في هذا الموضع المكتفي بما عنده والمستغني به لقيل : وأطعموا القانع والسائل ، ولم يقل : وأطعموا القانع والمعتر . وفي إتباع ذلك قوله : " والمعتر " الدليل الواضح على أن القانع معني به السائل ، من قولهم : قنع فلان إلى فلان ، بمعنى سأله وخضع إليه ، فهو يقنع قنوعا; ومنه قول لبيد : 
وأعطاني المولى على حين فقره     إذا قال أبصر خلتي وقنوعي 
وأما القانع الذي هو بمعنى المكتفي ، فإنه من قنعت بكسر النون أقنع قناعة وقنعا وقنعانا . وأما المعتر : فإنه الذي يأتيك معترا بك لتعطيه وتطعمه . 
وقوله : ( 
كذلك سخرناها لكم  ) يقول هكذا سخرنا البدن لكم أيها الناس . يقول : لتشكروني على تسخيرها لكم .