القول في 
تأويل قوله تعالى : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير  ( 63 ) ) 
يقول تعالى ذكره : ( ألم تر ) يا 
محمد   ( 
أن الله أنزل من السماء ماء  ) يعني مطرا ( 
فتصبح الأرض مخضرة  ) بما ينبت فيها من النبات ( 
إن الله لطيف  ) باستخراج النبات من الأرض بذلك الماء وغير ذلك من ابتداع ما شاء أن يبتدعه ( خبير ) بما يحدث عن ذلك النبت من الحب ، وبه قال : ( 
فتصبح الأرض  ) فرفع ، وقد تقدمه قوله : ( ألم تر ) وإنما قيل ذلك كذلك لأن معنى الكلام الخبر ، كأنه قيل : اعلم يا محمد أن الله ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض;  
[ ص: 677 ] ونظير ذلك قول الشاعر : 
ألم تسأل الربع القديم فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق 
لأن معناه : قد سألته فنطق .