القول في تأويل 
قوله تعالى : ( وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون  ( 21 ) 
وعليها وعلى الفلك تحملون  ( 22 ) ) 
يقول تعالى ذكره : ( وإن لكم ) أيها الناس ( 
في الأنعام لعبرة  ) تعتبرون بها ، فتعرفون بها أيادي الله عندكم ، وقدرته على ما يشاء ، وأنه الذي لا يمتنع عليه شيء أراده ولا يعجزه شيء شاءه ( 
نسقيكم مما في بطونها  ) من اللبن الخارج من بين الفرث والدم ، ( ولكم ) مع ذلك 
( فيها ) يعني في الأنعام ( 
منافع كثيرة  ) وذلك كالإبل التي يحمل عليها ، ويركب ظهرها ، ويشرب درها ، ( 
ومنها تأكلون  ) يعني من لحومها تأكلون . وقوله : ( 
وعليها وعلى الفلك تحملون  ) يقول : وعلى الأنعام ، وعلى السفن تحملون على هذه في البر ، وعلى هذه في البحر .