القول في تأويل قوله تعالى : (  
[ ص: 232 ] ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم  ( 64 ) ) 
يقول تعالى ذكره : ألا إن لله ملك جميع السماوات والأرض : يقول : فلا ينبغي لمملوك أن يخالف أمر مالكه فيعصيه ، فيستوجب بذلك عقوبته ، يقول : فكذلك أنتم أيها الناس لا يصلح لكم خلاف ربكم الذي هو مالككم فأطيعوه ، وأتمروا لأمره ، ولا تنصرفوا عن رسوله إذا كنتم معه على أمر جامع إلا بإذنه . 
وقوله : ( 
قد يعلم ما أنتم عليه  ) من طاعتكم إياه فيما أمركم ونهاكم من ذلك ، كما حدثني أيضا 
يونس ،  قال : أخبرنا 
ابن وهب ،  قال : قال 
ابن زيد  في قوله : ( 
قد يعلم ما أنتم عليه  ) صنيعكم هذا أيضا ( 
ويوم يرجعون إليه  ) يقول : ويوم يرجع إلى الله الذين يخالفون عن أمره ( فينبئهم ) يقول : فيخبرهم حينئذ ، ( بما عملوا ) في الدنيا ، ثم يجازيهم على ما أسلفوا فيها ، من خلافهم على ربهم ( والله بكل شيء عليم ) يقول : والله ذو علم بكل شيء عملتموه أنتم وغيركم وغير ذلك من الأمور ، لا يخفى عليه شيء ، بل هو محيط بذلك كله ، وهو موف كل عامل منكم أجر عمله يوم ترجعون إليه . 
آخر تفسير سورة النور .