1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الفرقان
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا "
صفحة جزء
[ ص: 288 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا ( 60 ) )

يقول تعالى ذكره : وإذا قيل لهؤلاء الذين يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم : ( اسجدوا للرحمن ) أي اجعلوا سجودكم لله خالصا دون الآلهة والأوثان . قالوا : ( أنسجد لما تأمرنا ) .

واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة : ( لما تأمرنا ) بمعنى : أنسجد نحن يا محمد لما تأمرنا أنت أن نسجد له . وقرأته عامة قراء الكوفة " لما يأمرنا " بالياء ، بمعنى : أنسجد لما يأمر الرحمن ، وذكر بعضهم أن مسيلمة كان يدعى الرحمن ، فلما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اسجدوا للرحمن ، قالوا : أنسجد لما يأمرنا رحمن اليمامة؟ يعنون مسيلمة بالسجود له .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك ، أنهما قراءتان مستفيضتان مشهورتان ، قد قرأ بكل واحد منهما علماء من القراء ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .

وقوله : ( وزادهم نفورا ) يقول : وزاد هؤلاء المشركين قول القائل لهم : اسجدوا للرحمن من إخلاص السجود لله ، وإفراد الله بالعبادة بعدا مما دعوا إليه من ذلك فرارا .

التالي السابق


الخدمات العلمية