1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الفرقان
  4. القول في تأويل قوله تعالى " تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ( 61 ) )

يقول تعالى ذكره : تقدس الرب الذي جعل في السماء بروجا ، ويعني بالبروج : القصور ، في قول بعضهم .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن العلاء ومحمد بن المثنى وسلم بن جنادة ، قالوا : ثنا عبد الله بن إدريس ، قال : سمعت أبي ، عن عطية بن سعد ، في قوله : ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا ) قال : قصورا في السماء ، فيها الحرس .

حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثني أبو معاوية ، قال : ثني إسماعيل ، عن يحيى بن رافع ، في قوله : ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا ) قال : قصورا في السماء .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو ، عن منصور ، عن إبراهيم ( جعل في السماء بروجا ) قال : قصورا في السماء .

[ ص: 289 ] حدثني إسماعيل بن سيف ، قال : ثني علي بن مسهر ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، في قوله : ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا ) قال : قصورا في السماء فيها الحرس .

وقال آخرون : هي النجوم الكبار .

ذكر من قال ذلك :

حدثني ابن المثنى ، قال : ثنا يعلى بن عبيد ، قال : ثنا إسماعيل ، عن أبي صالح ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا ) قال : النجوم الكبار .

قال : ثنا الضحاك ، عن مخلد ، عن عيسى بن ميمون ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : الكواكب .

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( بروجا ) قال : البروج : النجوم .

قال أبو جعفر : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : هي قصور في السماء ، لأن ذلك في كلام العرب ( ولو كنتم في بروج مشيدة ) وقول الأخطل :


كأنها برج رومي يشيده بان بجص وآجر وأحجار



يعني بالبرج : القصر .

قوله : ( وجعل فيها سراجا ) اختلف القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة ( وجعل فيها سراجا ) على التوحيد ، ووجهوا تأويل ذلك إلى أنه جعل فيها الشمس ، وهي السراج التي عني عندهم بقوله : ( وجعل فيها سراجا ) .

كما حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ) قال : السراج : الشمس .

وقرأته عامة قراء الكوفيين " وجعل فيها سرجا " على الجماع ، كأنهم وجهوا تأويله : وجعل فيها نجوما ( وقمرا منيرا ) وجعلوا النجوم سرجا إذ كان يهتدى بها .

[ ص: 290 ] والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : إنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار ، لكل واحدة منهما وجه مفهوم ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .

وقوله : ( وقمرا منيرا ) يعني بالمنير : المضيء .

التالي السابق


الخدمات العلمية