القول في تأويل قوله ( 
فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون  ( 112 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يعنى بقوله جل ثناؤه : ( 
فله أجره عند ربه  ) ، فللمسلم وجهه لله محسنا ، جزاؤه وثوابه على إسلامه وطاعته ربه ، عند الله في معاده . 
ويعني بقوله : ( ولا خوف عليهم ) ، على المسلمين وجوههم لله وهم محسنون ،  
[ ص: 513 ] المخلصين له الدين في الآخرة - من عقابه وعذاب جحيمه ، وما قدموا عليه من أعمالهم . 
ويعني بقوله : ( ولا هم يحزنون ) ، ولا هم يحزنون على ما خلفوا وراءهم في الدنيا ، ولا أن يمنعوا ما قدموا عليه من نعيم ما أعد الله لأهل طاعته . 
وإنما قال جل ثناؤه : ( 
ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون  ) ، وقد قال قبل : ( فله أجره عند ربه ) ، لأن "من" التي في قوله : ( 
بلى من أسلم وجهه لله  ) ، في لفظ واحد ومعنى جميع ، فالتوحيد في قوله : ( فله أجره ) للفظ ، والجمع في قوله : ( ولا خوف عليهم ) ، للمعنى .