صفحة جزء
[ ص: 414 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ( 221 ) تنزل على كل أفاك أثيم ( 222 ) يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ( 223 ) )

يقول تعالى ذكره : ( هل أنبئكم ) أيها الناس على من تنزل الشياطين ) من الناس ؟ ( تنزل على كل أفاك ) يعني كذاب بهات ( أثيم ) يعني : آثم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ( كل أفاك أثيم ) قال : كل كذاب من الناس .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : ( تنزل على كل أفاك أثيم ) قال : كذاب من الناس .

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( كل أفاك أثيم ) قال : هم الكهنة تسترق الجن السمع ، ثم يأتون به إلى أوليائهم من الإنس .

حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب ، قال : كنت عند عبد الله بن الزبير ، فقيل له : إن المختار يزعم أنه يوحى إليه ، فقال : صدق ، ثم تلا ( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم ) .

وقوله : ( يلقون السمع ) يقول تعالى ذكره : يلقي الشياطين السمع ، وهو ما يسمعون مما استرقوا سمعه من حين حدث من السماء ، إلى ( كل أفاك أثيم ) من أوليائهم من بني آدم .

وبنحو ما قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( يلقون السمع ) قال : الشياطين ما سمعته ألقته على كل أفاك كذاب . [ ص: 415 ]

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : ( يلقون السمع ) الشياطين ما سمعته ألقته ( على كل أفاك ) قال : يلقون السمع ، قال : القول .

وقوله : ( وأكثرهم كاذبون ) يقول : وأكثر من تنزل عليه الشياطين كاذبون فيما يقولون ويخبرون .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، في قوله : ( وأكثرهم كاذبون ) عن عروة ، عن عائشة قالت : الشياطين تسترق السمع ، فتجيء بكلمة حق فيقذفها في أذن وليه ; قال : ويزيد فيها أكثر من مائة كذبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية