1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة النمل
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ( 17 ) )

يقول تعالى ذكره : وجمع لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير في مسير لهم ، فهم يوزعون .

واختلف أهل التأويل في معنى قوله ( فهم يوزعون ) فقال بعضهم : معنى ذلك : فهم يحبس أولهم على آخرهم حتى يجتمعوا .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس ، قال : جعل على كل صنف من يرد أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير ، كما تصنع الملوك .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا أبو سفيان عن معمر ، عن قتادة في قوله : ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ) قال : يرد أولهم على آخرهم .

وقال آخرون : معنى ذلك فهم يساقون .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ) قال : يوزعون : يساقون .

وقال آخرون : بل معناه : فهم يتقدمون .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا الحسين ، قال : ثنا أبو سفيان عن معمر ، قال : قال الحسن : ( يوزعون ) يتقدمون . [ ص: 439 ]

قال أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال : معناه : يرد أولهم على آخرهم ; وذلك أن الوازع في كلام العرب هو الكاف ، يقال منه : وزع فلان فلانا عن الظلم : إذا كفه عنه ، كما قال الشاعر :


ألم يزع الهوى إذ لم يؤات بلى وسلوت عن ضلب الفتاة



وقال آخر :


على حين عاتبت المشيب على الصبا     وقلت ألما أصح والشيب وازع



وإنما قيل للذين يدفعون الناس عن الولاة والأمراء : وزعة : لكفهم إياهم عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية