1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة البقرة
  4. القول في تأويل قوله تعالى "وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض ( 116 ) )

قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : ( وقالوا اتخذ الله ولدا ) ، الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ، ( وقالوا ) : معطوف على قوله : ( وسعى في خرابها ) .

وتأويل الآية : ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ، وقالوا اتخذ الله ولدا ، وهم النصارى الذين زعموا أن عيسى ابن الله؟ فقال الله - جل ثناؤه - مكذبا قيلهم ما قالوا من ذلك ومنتفيا مما نحلوه وأضافوا إليه بكذبهم وفريتهم : ( سبحانه ) ، يعني بها : تنزيها وتبريئا من أن يكون له ولد ، وعلوا وارتفاعا عن ذلك ، وقد دللنا فيما مضى على معنى قول القائل : "سبحان الله" ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

ثم أخبر - جل ثناؤه - أن له ما في السماوات والأرض ملكا وخلقا ، ومعنى ذلك : [ ص: 538 ] وكيف يكون المسيح لله ولدا ، وهو لا يخلو إما أن يكون في بعض هذه الأماكن ، إما في السماوات ، وإما في الأرض ، ولله ملك ما فيهما . ولو كان المسيح ابنا كما زعمتم ، لم يكن كسائر ما في السماوات والأرض من خلقه وعبيده ، في ظهور آيات الصنعة فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية