1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة النمل
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ( 93 ) ) [ ص: 512 ]

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( قل ) يا محمد لهؤلاء القائلين لك من مشركي قومك : ( متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) : ( الحمد لله ) على نعمته علينا بتوفيقه إيانا للحق الذي أنتم عنه عمون ، سيريكم ربكم آيات عذابه وسخطه ، فتعرفون بها حقيقة نصحي كان لكم ، ويتبين صدق ما دعوتكم إليه من الرشاد .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( سيريكم آياته فتعرفونها ) قال : في أنفسكم ، وفي السماء والأرض والرزق .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قوله : ( سيريكم آياته فتعرفونها ) قال : في أنفسكم والسماء والأرض والرزق .

وقوله : ( وما ربك بغافل عما تعملون ) يقول تعالى ذكره : وما ربك يا محمد بغافل عما يعمل هؤلاء المشركون ، ولكن لهم أجل هم بالغوه ، فإذا بلغوه فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون . يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم : فلا يحزنك تكذيبهم إياك ، فإني من وراء إهلاكهم ، وإني لهم بالمرصاد ، فأيقن لنفسك بالنصر ، ولعدوك بالذل والخزي .

آخر تفسير سورة النمل

ولله الحمد والمنة ، وبه الثقة والعصمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية