القول في 
تأويل قوله تعالى : ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون  ( 93 ) )  
[ ص: 512 ] 
يقول تعالى ذكره لنبيه 
محمد  صلى الله عليه وسلم : ( قل ) يا 
محمد  لهؤلاء القائلين لك من مشركي قومك : ( 
متى هذا الوعد إن كنتم صادقين  ) : ( الحمد لله ) على نعمته علينا بتوفيقه إيانا للحق الذي أنتم عنه عمون ، سيريكم ربكم آيات عذابه وسخطه ، فتعرفون بها حقيقة نصحي كان لكم ، ويتبين صدق ما دعوتكم إليه من الرشاد . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
محمد بن عمرو  ، قال : ثنا 
أبو عاصم ،  قال : ثنا 
عيسى   ; وحدثني 
الحارث  ، قال : ثنا 
الحسن ،  قال : ثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد ،  قوله : ( 
سيريكم آياته فتعرفونها  ) قال : في أنفسكم ، وفي السماء والأرض والرزق  . 
حدثنا 
القاسم  ، قال : ثنا 
الحسين  ، قال : ثني 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  عن 
مجاهد ،  قوله : ( 
سيريكم آياته فتعرفونها  ) قال : في أنفسكم والسماء والأرض والرزق  . 
وقوله : ( 
وما ربك بغافل عما تعملون  ) يقول تعالى ذكره : وما ربك يا 
محمد  بغافل عما يعمل هؤلاء المشركون ، ولكن لهم أجل هم بالغوه ، فإذا بلغوه فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون . يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم : فلا يحزنك تكذيبهم إياك ، فإني من وراء إهلاكهم ، وإني لهم بالمرصاد ، فأيقن لنفسك بالنصر ، ولعدوك بالذل والخزي . 
آخر تفسير سورة النمل 
ولله الحمد والمنة ، وبه الثقة والعصمة .