[ ص: 513 ]  [ ص: 514 ]  [ ص: 515 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : 
 ( طسم  ( 1 ) 
تلك آيات الكتاب المبين  ( 2 ) 
نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون  ( 3 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : وقد بينا قبل فيما مضى تأويل قول الله عز وجل : ( 
طسم  ) ، وذكرنا اختلاف أهل التأويل في تأويله . وأما قوله : ( 
تلك آيات الكتاب المبين  ) فإنه يعني : هذه آيات الكتاب الذي أنزلته إليك يا 
محمد ،  المبين أنه من عند الله ، وأنك لم تتقوله : ولم تتخرصه . . 
وكان 
قتادة  فيما ذكر عنه يقول في ذلك ما حدثني 
بشر بن معاذ ،  قال : ثنا 
يزيد  ، قال : ثنا 
سعيد  ، عن 
قتادة  ، قوله : ( 
طسم تلك آيات الكتاب المبين  ) يعني مبين والله بركته ورشده وهداه  . 
وقوله : ( نتلوا عليك ) يقول : نقرأ عليك ، ونقص في هذا القرآن من خبر ( 
موسى وفرعون بالحق  ) . 
كما حدثنا 
بشر  ، قال : حدثنا 
يزيد  ، قال : ثنا 
سعيد  ، عن 
قتادة  قوله : ( 
نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون  ) يقول : في هذا القرآن نبؤهم . وقوله : ( لقوم يؤمنون ) يقول : لقوم يصدقون بهذا الكتاب ، ليعلموا أن ما نتلو عليك من نبئهم فيه نبؤهم ، وتطمئن نفوسهم ، بأن سنتنا فيمن خالفك وعاداك من المشركين سنتنا فيمن عادى 
موسى  ، ومن آمن به من 
بني إسرائيل  من 
فرعون  وقومه ، أن نهلكهم كما أهلكناهم ، وننجيهم منهم كما أنجيناهم .