القول في 
تأويل قوله تعالى : ( وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون  ( 37 ) )  
[ ص: 580 ] 
يقول تعالى ذكره : ( وقال موسى ) مجيبا 
لفرعون   : ( ربي أعلم ) بالمحق منا يا 
فرعون  من المبطل ، ومن الذي جاء بالرشاد إلى سبيل الصواب والبيان عن واضح الحجة من عنده ، ومن الذي له العقبى المحمودة في الدار الآخرة منا ، وهذه معارضة من نبي الله 
موسى  عليه السلام 
لفرعون  ، وجميل مخاطبة ، إذ ترك أن يقول له : بل الذي غر قومه وأهلك جنوده ، وأضل أتباعه أنت لا أنا ، ولكنه قال : ( 
ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار  ) ثم بالغ في ذم عدو الله بأجمل من الخطاب فقال : ( 
إنه لا يفلح الظالمون  ) يقول : إنه لا ينجح ولا يدرك طلبتهم الكافرون بالله تعالى ، يعني بذلك 
فرعون  إنه لا يفلح ولا ينجح لكفره به .