القول في 
تأويل قوله تعالى : ( وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون  ( 80 ) ) 
يقول تعالى ذكره : وقال الذين أوتوا العلم بالله ، حين رأوا 
قارون  خارجا عليهم في زينته ، للذين قالوا يا ليت لنا مثل ما أوتي 
قارون   : ويلكم اتقوا الله وأطيعوه ، فثواب الله وجزاؤه لمن آمن به وبرسله ، وعمل بما جاءت به رسله من صالحات الأعمال في الآخرة ، خير مما أوتي 
قارون  من زينته وماله لقارون . وقوله : ( 
ولا يلقاها إلا الصابرون  ) يقول : ولا يلقاها : أي ولا يوفق لقيل هذه الكلمة ، وهي قوله : ( 
ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا  ) والهاء والألف كناية عن الكلمة . وقال : ( 
إلا الصابرون  ) يعني بذلك : الذين صبروا عن طلب زينة الحياة الدنيا ، وآثروا ما عند الله من جزيل ثوابه على صالحات الأعمال على لذات الدنيا وشهواتها ، فجدوا في طاعة الله ، ورفضوا الحياة الدنيا .