القول في تأويل قوله تعالى : ( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون  ( 64 ) )  
[ ص: 60 ] 
يقول - تعالى ذكره - : ( 
وما هذه الحياة الدنيا  ) التي يتمتع منها هؤلاء المشركون ( 
إلا لهو ولعب  ) يقول : إلا تعليل النفوس بما تلتذ به ، ثم هو منقض عن قريب ، لا بقاء له ولا دوام ( 
وإن الدار الآخرة لهي الحيوان  ) يقول : وإن الدار الآخرة لفيها الحياة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقطاع ولا موت معها . 
كما حدثنا 
بشر  قال : ثنا 
يزيد  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة  قوله : ( 
وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون  ) حياة لا موت فيها . 
حدثني 
محمد بن عمرو  قال : ثنا 
أبو عاصم  قال : ثنا 
عيسى ،  وحدثني 
الحارث  قال : ثنا 
الحسن  قال : ثنا 
ورقاء ،  جميعا عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  قوله : ( 
لهي الحيوان  ) قال : لا موت فيها . 
حدثني 
علي  قال : ثنا 
أبو صالح  قال : ثني 
معاوية ،  عن 
علي ،  عن 
ابن عباس ،  في قوله : ( 
وإن الدار الآخرة لهي الحيوان  ) يقول : باقية . 
وقوله : ( 
لو كانوا يعلمون  ) يقول : لو كان هؤلاء المشركون يعلمون أن ذلك كذلك ، لقصروا عن تكذيبهم بالله ، وإشراكهم غيره في عبادته ، ولكنهم لا يعلمون ذلك .