1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة لقمان
  4. القول في تأويل قوله تعالى " خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ( 10 ) )

يقول - تعالى ذكره - : ومن حكمته أنه ( خلق السموات ) السبع ( بغير عمد ترونها ) ، وقد ذكرت فيما مضى اختلاف أهل التأويل في معنى قوله : ( بغير عمد ترونها ) وبينا الصواب من القول في ذلك عندنا .

وقد حدثنا ابن وكيع قال : ثنا معاذ بن معاذ ، عن عمران بن حدير ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ( بغير عمد ترونها ) قال : لعلها بعمد لا ترونها .

وقال : ثنا العلاء بن عبد الجبار ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن بن مسلم ، عن مجاهد قال : إنها بعمد لا ترونها .

قال : ثنا يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لعلها بعمد لا ترونها .

حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد ، عن سماك ، عن عكرمة في هذا الحرف ( خلق السموات بغير عمد ترونها ) قال : ترونها بغير عمد ، وهي بعمد .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( خلق السموات بغير عمد ترونها ) قال : قال الحسن وقتادة : إنها بغير عمد ترونها ، ليس لها عمد . [ ص: 133 ]

وقال ابن عباس ( بغير عمد ترونها ) قال : لها عمد لا ترونها .

وقوله : ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ) يقول : وجعل على ظهر الأرض رواسي ، وهي ثوابت الجبال أن تميد بكم أن لا تميد بكم . يقول : أن لا تضطرب بكم ، ولا تتحرك يمنة ولا يسرة ، ولكن تستقر بكم .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : ( وألقى في الأرض رواسي ) : أي : جبالا ( أن تميد بكم ) أثبتها بالجبال ، ولولا ذلك ما أقرت عليها خلقا ، وذلك كما قال الراجز :

والمهر يأبى أن يزال ملهبا

بمعنى : لا يزال .

وقوله : ( وبث فيها من كل دابة ) يقول : وفرق في الأرض من كل أنواع الدواب . وقيل : الدواب اسم لكل ما أكل وشرب ، وهو عندي لكل ما دب على الأرض .

وقوله : ( وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ) يقول - تعالى ذكره - : وأنزلنا من السماء مطرا ، فأنبتنا بذلك المطر في الأرض من كل زوج ، يعني : من كل نوع من النبات ( كريم ) ، وهو الحسن النبتة .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( من كل زوج كريم ) : أي حسن .

التالي السابق


الخدمات العلمية