1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة لقمان
  4. القول في تأويل قوله تعالى " ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير ( 29 ) )

يقول - تعالى ذكره - : ( ألم تر ) يا محمد بعينك ( أن الله يولج الليل في النهار ) يقول : يزيد من نقصان ساعات الليل في ساعات النهار ( ويولج النهار في الليل ) يقول : يزيد ما نقص من ساعات النهار في ساعات الليل .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ) نقصان الليل في زيادة النهار ( ويولج النهار في الليل ) نقصان النهار في زيادة الليل .

وقوله : ( وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى ) يقول - تعالى ذكره - : وسخر الشمس والقمر لمصالح خلقه ومنافعهم ، ( كل يجري ) يقول : كل ذلك يجري بأمره إلى وقت معلوم ، وأجل محدود إذا بلغه كورت الشمس والقمر .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى ) يقول : لذلك كله وقت وحد معلوم ، لا يجاوزه ولا يعدوه .

وقوله : ( وأن الله بما تعملون خبير ) يقول : وإن الله بأعمالكم أيها الناس من خير أو شر ذو خبرة وعلم ، لا يخفى عليه منها شيء ، وهو مجازيكم على جميع ذلك ، وخرج هذا الكلام خطابا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والمعني به المشركون ، وذلك [ ص: 155 ] أنه - تعالى ذكره - : نبه بقوله : ( أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) على موضع حجته من جهل عظمته ، وأشرك في عبادته معه غيره ، يدل على ذلك قوله : ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية