1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة السجدة
  4. القول في تأويل قوله تعالى " أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ( 27 ) )

يقول - تعالى ذكره - : أولم ير هؤلاء المكذبون بالبعث بعد الموت ، والنشر بعد الفناء ، أنا بقدرتنا نسوق الماء إلى الأرض اليابسة الغليظة التي لا نبات فيها ، وأصله من قولهم : ناقة جرز : إذا كانت تأكل كل شيء ، وكذلك الأرض الجروز : التي لا يبقى على ظهرها شيء إلا أفسدته ، نظير أكل الناقة الجراز كل ما وجدته ، ومنه قولهم للإنسان الأكول : جروز ، كما قال الراجز :


خب جروز وإذا . . . .



ومنه قيل للسيف إذا كان لا يبقي شيئا إلا قطعه : سيف جراز ، فيه لغات أربع : أرض جرز ، وجرز ، وجرز وجرز ، والفتح لبني تميم فيما بلغني . [ ص: 197 ]

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن ابن عباس ( الأرض الجرز ) أرض باليمن .

حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس قال : أرض باليمن .

قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ) قال : أبين ونحوها .

حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة قال : ثنا عبد الرزاق بن عمر ، عن ابن المبارك قال : أخبرنا معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله ، إلا أنه قال : ونحوها من الأرض .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن رجل ، عن ابن عباس في قوله : ( إلى الأرض الجرز ) قال : الجرز : التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا ، إلا ما يأتيها من السيول .

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا محمد بن يزيد ، عن جويبر ، عن الضحاك ( إلى الأرض الجرز ) ليس فيها نبت .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ) المغبرة .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ) قال : الأرض الجرز : التي ليس فيها شيء ، ليس فيها نبات ، وفي قوله : ( صعيدا جرزا ) قال : ليس عليها شيء ، وليس فيها نبات ولا شيء ( فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم ) يقول - تعالى ذكره - : فنخرج بذلك الماء [ ص: 198 ] الذي نسوقه إليها على يبسها وغلظها وطول عهدها بالماء زرعا خضرا ، تأكل منه مواشيهم ، وتغذى به أبدانهم وأجسامهم فيعيشون به ( أفلا يبصرون ) يقول - تعالى ذكره - : أفلا يرون ذلك بأعينهم ، فيعلموا برؤيتهموه أن القدرة التي بها فعلت ذلك لا يتعذر علي أن أحيي بها الأموات ، وأنشرهم من قبورهم ، وأعيدهم بهيئاتهم التي كانوا بها قبل وفاتهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية