[ ص: 200 ]  [ ص: 201 ]  [ ص: 202 ]  [ ص: 203 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
القول في تأويل قوله تعالى : ( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما  ( 1 ) 
واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا  ( 2 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - لنبيه 
محمد - صلى الله عليه وسلم -   : ( 
يا أيها النبي اتق الله  ) بطاعته ، وأداء فرائضه ، وواجب حقوقه عليك ، والانتهاء عن محارمه ، وانتهاك حدوده ( 
ولا تطع الكافرين  ) الذين يقولون لك : اطرد عنك أتباعك من ضعفاء المؤمنين بك حتى نجالسك ( والمنافقين ) الذين يظهرون لك الإيمان بالله والنصيحة لك ، وهم لا يألونك وأصحابك ودينك خبالا فلا تقبل منهم رأيا ، ولا تستشرهم مستنصحا بهم ، فإنهم لك أعداء ( 
إن الله كان عليما حكيما  ) يقول : إن الله ذو علم بما تضمره نفوسهم ، وما الذي يقصدون في إظهارهم لك النصيحة ، مع الذي ينطوون لك عليه ، حكيم في تدبير أمرك وأمر أصحابك ودينك ، وغير ذلك من تدبير جميع خلقه ( 
واتبع ما يوحى إليك من ربك  ) يقول : واعمل بما ينزل الله عليك من وحيه ، وآي كتابه ( 
إن الله كان بما تعملون خبيرا  ) يقول : إن الله بما تعمل به أنت وأصحابك من هذا القرآن ، وغير ذلك من أموركم وأمور عباده خبيرا أي : ذا خبرة ، لا يخفى عليه من ذلك شيء ، وهو مجازيكم على ذلك بما وعدكم من الجزاء . 
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله : ( 
واتبع ما يوحى إليك من ربك  ) قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
بشر  قال : ثنا 
يزيد  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   ( 
واتبع ما يوحى إليك من ربك  ) أي هذا القرآن ( 
إن الله كان بما تعملون خبيرا  ) .