1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الأحزاب
  4. القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا ( 49 ) ) [ ص: 283 ]

يقول - تعالى ذكره - : يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ) يعني : من قبل أن تجامعوهن ( فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) يعني من إحصاء أقراء ، ولا أشهر تحصونها عليهن ؛ ( فمتعوهن ) يقول : أعطوهن ما يستمتعن به من عرض أو عين مال . وقوله ( وسرحوهن سراحا جميلا ) يقول : وخلوا سبيلهن تخلية بالمعروف ، وهو التسريح الجميل .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا علي قال : ثنا عبد الله قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) فهذا في الرجل يتزوج المرأة ، ثم يطلقها من قبل أن يمسها ، فإذا طلقها واحدة بانت منه ، ولا عدة عليها تتزوج من شاءت ، ثم قرأ ( فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا ) يقول : إن كان سمى لها صداقا ، فليس لها إلا النصف ، فإن لم يكن سمى لها صداقا ، متعها على قدر عسره ويسره ، وهو السراح الجميل .

وقال بعضهم : المتعة في هذا الموضع منسوخة بقوله ( فنصف ما فرضتم ) .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ) إلى قوله ( سراحا جميلا ) قال : قال سعيد بن المسيب : ثم نسخ هذا الحرف المتعة ( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم ) .

حدثنا ابن بشار وابن المثنى قالا : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، [ ص: 284 ] قال : سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب قال : نسخت هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) قال : نسخت هذه الآية التي في البقرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية