القول في 
تأويل قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا  ( 49 ) )  
[ ص: 283 ] 
يقول - تعالى ذكره - : يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( 
إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن  ) يعني : من قبل أن تجامعوهن ( 
فما لكم عليهن من عدة تعتدونها  ) يعني من إحصاء أقراء ، ولا أشهر تحصونها عليهن ؛ ( فمتعوهن ) يقول : أعطوهن ما يستمتعن به من عرض أو عين مال . وقوله ( وسرحوهن سراحا جميلا ) يقول : وخلوا سبيلهن تخلية بالمعروف ، وهو التسريح الجميل . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
علي  قال : ثنا 
عبد الله  قال : ثني 
معاوية ،  عن 
علي ،  عن 
ابن عباس  قوله ( 
يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها  ) فهذا في الرجل يتزوج المرأة ، ثم يطلقها من قبل أن يمسها ، فإذا طلقها واحدة بانت منه ، ولا عدة عليها تتزوج من شاءت ، ثم قرأ ( 
فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا  ) يقول : إن كان سمى لها صداقا ، فليس لها إلا النصف ، فإن لم يكن سمى لها صداقا ، متعها على قدر عسره ويسره ، وهو السراح الجميل . 
وقال بعضهم : المتعة في هذا الموضع منسوخة بقوله ( فنصف ما فرضتم ) . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
بشر  قال : ثنا 
يزيد  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة  قوله ( 
يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات  ) إلى قوله ( سراحا جميلا ) قال : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب   : ثم نسخ هذا الحرف المتعة ( 
وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم  ) . 
حدثنا 
ابن بشار  وابن المثنى  قالا : ثنا 
محمد بن جعفر  قال : ثنا 
شعبة ،   [ ص: 284 ] قال : سمعت 
قتادة  يحدث عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب  قال : نسخت هذه الآية ( 
يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها  ) قال : نسخت هذه الآية التي في البقرة .