[ ص: 52 ] القول في 
تأويل قوله تعالى ( وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر  ) 
قال 
أبو جعفر   : وهذه مسألة من 
إبراهيم  ربه : أن يرزق مؤمني 
أهل مكة  من الثمرات ، دون كافريهم . وخص بمسألة ذلك للمؤمنين دون الكافرين ، لما أعلمه الله - عند مسألته إياه أن يجعل من ذريته أئمة يقتدى بهم - أن منهم الكافر الذي لا ينال عهده ، والظالم الذي لا يدرك ولايته . فلما أن علم أن من ذريته الظالم والكافر ، خص بمسألته ربه أن يرزق من الثمرات من سكان 
مكة ،  المؤمن منهم دون الكافر . وقال الله له : إني قد أجبت دعاءك ، وسأرزق مع مؤمني أهل هذا البلد كافرهم ، فأمتعه به قليلا . 
وأما "من" من قوله : "من آمن منهم بالله واليوم الآخر" ، فإنه نصب على الترجمة والبيان عن "الأهل" ، كما قال تعالى : ( 
يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه  ) [ سورة البقرة : 217 ] ، بمعنى : يسألونك عن قتال في الشهر الحرام ، وكما قال تعالى ذكره : ( 
ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا  ) [ سورة آل عمران : 97 ] : بمعنى : ولله حج البيت على من ستطاع إليه سبيلا . 
وإنما سأل 
إبراهيم  ربه ما سأل من ذلك ، لأنه حل بواد غير ذي زرع ولا ماء ولا أهل ، فسأل أن يرزق أهله ثمرا ، وأن يجعل أفئدة الناس تهوي إليهم . فذكر أن 
إبراهيم  لما سأل ذلك ربه ، نقل الله الطائف من فلسطين . 
2032 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق بن الحجاج  قال : حدثنا 
هشام  قال : قرأت على 
محمد بن مسلم  أن 
إبراهيم  لما دعا للحرم : "وارزق أهله من الثمرات" ، نقل الله الطائف من 
فلسطين   .