1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الأحزاب
  4. القول في تأويل قوله تعالى " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ( 57 ) والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ( 58 ) )

يقول - تعالى ذكره - : ( إن الذين يؤذون الله ) إن الذين يؤذون ربهم بمعصيتهم إياه ، وركوبهم ما حرم عليهم ، وقد قيل : إنه عنى بذلك أصحاب التصاوير ; وذلك أنهم يرومون تكوين خلق مثل خلق الله .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد القرشي قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن سلمة بن الحجاج ، عن عكرمة قال : الذين يؤذون الله ورسوله هم أصحاب التصاوير .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة في قوله ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) قال : يا سبحان الله ! ما زال أناس من جهلة بني آدم حتى تعاطوا أذى ربهم ، وأما أذاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو طعنهم عليه في نكاحه صفية بنت حيي فيما ذكر .

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، [ ص: 323 ] عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) قال : نزلت في الذين طعنوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - حين اتخذ صفية بنت حيي بن أخطب .

وقوله ( لعنهم الله في الدنيا والآخرة ) يقول - تعالى ذكره - : أبعدهم الله من رحمته في الدنيا والآخرة وأعد لهم في الآخرة عذابا يهينهم فيه بالخلود فيه .

وقوله ( والذين يؤذون المؤمنين ) كان مجاهد يوجه معنى قوله ( يؤذون ) إلى يقفون .

ذكر الرواية عنه :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( والذين يؤذون ) قال : يقفون .

فمعنى الكلام على ما قال مجاهد : والذين يقفون المؤمنين والمؤمنات . ويعيبونهم طلبا لشينهم ( بغير ما اكتسبوا ) يقول : بغير ما عملوا .

كما حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله ( بغير ما اكتسبوا ) قال : عملوا .

حدثنا نصر بن علي قال : ثنا عثام بن علي ، عن الأعمش ، عن مجاهد قال : قرأ ابن عمر : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) قال : فكيف إذا أوذي بالمعروف ، فذلك يضاعف له العذاب .

حدثنا أبو كريب قال : ثنا عثام بن علي ، عن الأعمش ، عن ثور ، عن ابن عمر ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ) قال : كيف بالذي يأتي إليهم المعروف .

[ ص: 324 ] حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) فإياكم وأذى المؤمن ، فإن الله يحوطه ، ويغضب له .

وقوله ( فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) يقول : فقد احتملوا زورا وكذبا وفرية شنيعة ، وبهتان : أفحش الكذب ، ( وإثما مبينا ) يقول : وإثما يبين لسامعه أنه إثم وزور .

التالي السابق


الخدمات العلمية