1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة سبإ
  4. القول في تأويل قوله تعالى " أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب ( 9 ) )

يقول - تعالى ذكره - : أفلم ينظر هؤلاء المكذبون بالمعاد الجاحدون البعث بعد الممات القائلون لرسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ( أفترى على الله كذبا أم به جنة ) إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض ، فيعلموا أنهم حيث كانوا فإن أرضي وسمائي محيطة بهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ; فيرتدعوا عن جهلهم وينزجروا عن تكذيبهم بآياتنا حذرا أن نأمر الأرض فتخسف بهم ، أو السماء فتسقط عليهم قطعا ، فإنا إن نشأ نفعل ذلك بهم فعلنا .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم ) قال : [ ص: 356 ] ينظرون عن أيمانهم ، وعن شمائلهم كيف السماء قد أحاطت بهم ( إن نشأ نخسف بهم الأرض ) كما خسفنا بمن كان قبلهم ( أو نسقط عليهم كسفا من السماء ) أي : قطعا من السماء .

وقوله ( إن في ذلك لآية لكل عبد منيب ) يقول - تعالى ذكره - : إن في إحاطة السماء والأرض بعباد الله لآية ، يقول : لدلالة لكل عبد منيب : يقول لكل عبد أناب إلى ربه بالتوبة ، ورجع إلى معرفة توحيده ، والإقرار بربوبيته ، والاعتراف بوحدانيته ، والإذعان لطاعته على أن فاعل ذلك لا يمتنع عليه فعل شيء أراد فعله ، ولا يتعذر عليه فعل شيء شاءه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إن في ذلك لآية لكل عبد منيب ) والمنيب : المقبل التائب .

التالي السابق


الخدمات العلمية