1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة فاطر
  4. القول في تأويل قوله تعالى " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ( 29 ) ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ( 30 ) )

يقول - تعالى ذكره - : إن الذين يقرءون كتاب الله الذي أنزله على محمد - صلى الله عليه وسلم - ( وأقاموا الصلاة ) يقول : وأدوا الصلاة المفروضة لمواقيتها بحدودها ، وقال : وأقاموا الصلاة بمعنى : ويقيموا الصلاة .

وقوله ( وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ) يقول : وتصدقوا بما أعطيناهم من الأموال سرا في خفاء وعلانية جهارا ، وإنما معنى ذلك أنهم يؤدون الزكاة المفروضة ، ويتطوعون أيضا بالصدقة منه بعد أداء الفرض الواجب عليهم فيه .

وقوله ( يرجون تجارة لن تبور ) يقول - تعالى ذكره - : يرجون بفعلهم ذلك تجارة لن تبور : لن تكسد ولن تهلك ، من قولهم : بارت السوق إذا كسدت وبار الطعام . وقوله ( تجارة ) جواب لأول الكلام .

وقوله ( ليوفيهم أجورهم ) يقول : ويوفيهم الله على فعلهم ذلك ثواب أعمالهم التي عملوها في الدنيا ( ويزيدهم من فضله ) يقول : وكي يزيدهم على الوفاء من فضله ما هو له أهل ، وكان مطرف بن عبد الله يقول : هذه آية القراء .

[ ص: 464 ] حدثنا محمد بن بشار قال : ثنا عمرو بن عاصم قال : ثنا معتمر عن أبيه ، عن قتادة قال : كان مطرف إذا مر بهذه الآية ( إن الذين يتلون كتاب الله ) يقول : هذه آية القراء .

حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن يزيد ، عن مطرف بن عبد الله أنه قال في هذه الآية ( إن الذين يتلون كتاب الله ) إلى آخر الآية قال : هذه آية القراء .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قال : كان مطرف بن عبد الله يقول : هذه آية القراء ( ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ) .

وقوله ( إنه غفور شكور ) يقول : إن الله غفور لذنوب هؤلاء القوم الذين هذه صفتهم شكور لحسناتهم .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إنه غفور شكور ) إنه غفور لذنوبهم ، شكور لحسناتهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية