القول في تأويل قوله تعالى : ( 
إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور  ( 38 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : ( فذوقوا ) نار عذاب جهنم الذي قد صليتموه أيها الكافرون بالله ( 
فما للظالمين من نصير  ) يقول : فما للكافرين الذين ظلموا أنفسهم فأكسبوها غضب الله بكفرهم بالله في الدنيا من نصير ينصرهم من الله ليستنقذهم من عقابه . وقوله ( 
إن الله عالم غيب السماوات والأرض  ) يقول - تعالى ذكره - : إن الله عالم ما تخفون أيها الناس في أنفسكم وتضمرونه ، وما لم تضمروه ولم تنووه مما ستنوونه ، وما هو غائب عن أبصاركم في السماوات والأرض ، فاتقوه أن يطلع عليكم ، وأنتم تضمرون في أنفسكم من الشك في وحدانية الله أو في نبوة 
محمد ،  غير الذي تبدونه بألسنتكم ، ( 
إنه عليم بذات الصدور  ) .