1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة يس
  4. القول في تأويل قوله تعالى " أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ( 71 ) وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ( 72 ) )

يقول - تعالى ذكره - ( أولم يروا ) هؤلاء المشركون بالله الآلهة والأوثان ( أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا ) يقول : مما خلقنا من الخلق ( أنعاما ) وهي المواشي التي خلقها الله لبني آدم ، فسخرها لهم من الإبل والبقر والغنم ( فهم لها مالكون ) يقول : فهم لها مصرفون كيف شاءوا بالقهر منهم لها والضبط .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( فهم لها مالكون ) أي : ضابطون . [ ص: 551 ]

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ) فقيل له : أهي الإبل ؟ فقال : نعم ، قال : والبقر من الأنعام ، وليست بداخلة في هذه الآية . قال : والإبل والبقر والغنم من الأنعام ، وقرأ ( ثمانية أزواج ) قال : والبقر والإبل هي النعم ، وليست تدخل الشاء في النعم .

وقوله ( وذللناها لهم ) يقول : وذللنا لهم هذه الأنعام ( فمنها ركوبهم ) يقول : فمنها ما يركبون كالإبل يسافرون عليها . يقال : هذه دابة ركوب ، والركوب بالضم : هو الفعل ( ومنها يأكلون ) لحومها .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وذللناها لهم فمنها ركوبهم ) : يركبونها يسافرون عليها ( ومنها يأكلون ) لحومها .

التالي السابق


الخدمات العلمية