[ ص: 90 ] القول في 
تأويل قوله تعالى ( إلا من سفه نفسه  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بقوله : "إلا من سفه نفسه" ، إلا من سفهت نفسه . وقد بينا فيما مضى أن معنى "السفه" ، الجهل . 
فمعنى الكلام : وما يرغب عن ملة 
إبراهيم  الحنيفية ، إلا سفيه جاهل بموضع حظ نفسه فيما ينفعها ، ويضرها في معادها ، كما : - 
2085 - حدثني 
يونس  قال أخبرنا 
ابن وهب  قال : قال 
ابن زيد  في قوله : "إلا من سفه نفسه" قال : إلا من أخطأ حظه . 
وإنما نصب"النفس" على معنى المفسر . ذلك أن "السفه" في الأصل للنفس ، فلما نقل إلى "من" ، نصبت"النفس" ، بمعنى التفسير . كما يقال : "هو أوسعكم دارا" ، فتدخل "الدار" في الكلام على أن السعة فيها ، لا في الرجل . فكذلك "النفس" أدخلت لأن السفه للنفس لا ل"من" . ولذلك لم يجز أن يقال : سفه أخوك . وإنما جاز أن يفسر بالنفس ، وهي مضافة إلى معرفة ، لأنها في تأويل نكرة . 
وقال بعض نحويي البصرة : إن قوله : "سفه نفسه" جرت مجرى "سفه" إذا كان الفعل غير متعد ، وإنما عداه إلى "نفسه" و"رأيه" وأشباه ذلك مما هو في المعنى نحو "سفه" ، إذا هو لم يتعد . فأما "غبن" و"خسر" فقد يتعدى إلى غيره ، يقال : "غبن خمسين ، وخسر خمسين" .