[ ص: 91 ] القول في تأويل 
قوله تعالى ( ولقد اصطفيناه في الدنيا  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بقوله : "ولقد اصطفيناه في الدنيا" ، ولقد اصطفينا 
إبراهيم   . و"الهاء" التي في قوله : "اصطفيناه" ، من ذكر 
إبراهيم   . 
و"الاصطفاء""الافتعال" من "الصفوة" ، وكذلك "اصطفينا" "افتعلنا" منه ، صيرت تاءها طاء لقرب مخرجها من مخرج الصاد . 
ويعني بقوله : "اصطفيناه" : اخترناه واجتبيناه للخلة ، ونصيره في الدنيا لمن بعده إماما . 
وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن أن من خالف 
إبراهيم  فيما سن لمن بعده ، فهو لله مخالف ، وإعلام منه خلقه أن من خالف ما جاء به 
محمد  صلى الله عليه وسلم ، فهو 
لإبراهيم  مخالف . وذلك أن الله تعالى ذكره أخبر أنه اصطفاه لخلته ، وجعله للناس إماما ، وأخبر أن دينه كان الحنيفية المسلمة . ففي ذلك أوضح البيان من الله تعالى ذكره عن أن من خالفه فهو لله عدو لمخالفته الإمام الذي نصبه الله لعباده .