1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة ص
  4. القول في تأويل قوله تعالى " أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب ( 10 ) جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ( 11 ) )

يقول - تعالى ذكره - : أم لهؤلاء المشركين الذين هم في عزة وشقاق ( ملك السماوات والأرض وما بينهما ) فإنه لا يعازني ويشاقني من كان في ملكي وسلطاني . وقوله ( فليرتقوا في الأسباب ) يقول : وإن كان لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما ، فليصعدوا في أبواب السماء وطرقها ، فإن من كان له ملك شيء لم يتعذر عليه الإشراف عليه ، وتفقده وتعهده .

واختلف أهل التأويل في معنى الأسباب التي ذكرها الله في هذا الموضع ، فقال بعضهم : عني بها أبواب السماء .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( فليرتقوا في الأسباب ) قال : طرق السماء وأبوابها .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( فليرتقوا في الأسباب ) يقول : في أبواب السماء .

حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط ، عن السدي قوله ( في الأسباب ) قال : أسباب السماوات .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله [ ص: 157 ] ( فليرتقوا في الأسباب ) قال : طرق السماوات .

حدثت عن المحاربي عن جويبر ، عن الضحاك ( أم لهم ملك السماوات والأرض ) يقول : إن كان ( لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب ) يقول : فليرتقوا إلى السماء السابعة .

حدثني علي قال : ثنا عبد الله قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( فليرتقوا في الأسباب ) يقول : في السماء .

وذكر عن الربيع بن أنس في ذلك ما حدثت عن المسيب بن شريك عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال : الأسباب أدق من الشعر ، وأشد من الحديد ، وهو بكل مكان ، غير أنه لا يرى .

وأصل السبب عند العرب : كل ما تسبب به إلى الوصول إلى المطلوب من حبل أو وسيلة ، أو رحم ، أو قرابة أو طريق ، أو محجة وغير ذلك .

وقوله ( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ) يقول - تعالى ذكره - : هم ( جند ) يعني الذين في عزة وشقاق هنالك ، يعني : ببدر مهزوم . وقوله ( هنالك ) من صلة مهزوم وقوله ( من الأحزاب ) يعني من أحزاب إبليس وأتباعه الذين مضوا قبلهم ، فأهلكهم الله بذنوبهم . و " من " من قوله ( من الأحزاب ) من صلة قوله جند ، ومعنى الكلام : هم جند من الأحزاب مهزوم هنالك ، وما في قوله ( جند ما هنالك ) صلة .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ) قال : قريش من الأحزاب قال : القرون الماضية .

[ ص: 158 ] حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ) قال : وعده الله وهو بمكة يومئذ أنه سيهزم جندا من المشركين ، فجاء تأويلها يوم بدر .

وكان بعض أهل العربية يتأول ذلك ( جند ما هنالك ) مغلوب عن أن يصعد إلى السماء .

التالي السابق


الخدمات العلمية