1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الزمر
  4. القول في تأويل قوله تعالى " ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ( 27 ) قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ( 28 ) )

يقول - تعالى ذكره - : ولقد مثلنا لهؤلاء المشركين بالله من كل مثل من أمثال القرون للأمم الخالية ، تخويفا منا لهم وتحذيرا ( لعلهم يتذكرون ) يقول : ليتذكروا [ ص: 283 ] فينزجروا عما هم عليه مقيمون من الكفر بالله .

وقوله : ( قرآنا عربيا ) يقول - تعالى ذكره - : لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل قرآنا عربيا ( غير ذي عوج ) يعني : ذي لبس .

كما حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ( قرآنا عربيا غير ذي عوج ) : غير ذي لبس .

ونصب قوله : ( قرآنا عربيا ) على الحال من قوله : هذا القرآن ، لأن القرآن معرفة ، وقوله ( قرآنا عربيا ) نكرة .

وقوله : ( لعلهم يتقون ) يقول : جعلنا قرآنا عربيا إذ كانوا عربا ، ليفهموا ما فيه من المواعظ ، حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته ، فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له ، ويتبرءوا من الأنداد والآلهة .

التالي السابق


الخدمات العلمية