1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الزمر
  4. القول في تأويل قوله تعالى " إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل ( 41 ) )

يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : إنا أنزلنا عليك يا محمد الكتاب تبيانا للناس بالحق ( فمن اهتدى فلنفسه ) يقول : فمن عمل بما في الكتاب الذي أنزلناه إليه واتبعه فلنفسه ، يقول : فإنما عمل بذلك لنفسه ، وإياها بغى الخير لا غيرها ؛ لأنه أكسبها رضا الله والفوز بالجنة ، والنجاة من النار . ( ومن ضل ) يقول : ومن جار عن الكتاب الذي أنزلناه إليك ، والبيان الذي بيناه لك ، فضل عن قصد المحجة ، وزال عن سواء السبيل ، فإنما يجور على نفسه ، وإليها يسوق العطب والهلاك ؛ لأنه يكسبها سخط الله ، وأليم عقابه ، والخزي الدائم . ( وما أنت عليهم بوكيل ) يقول - تعالى ذكره - : وما أنت يا محمد على من أرسلتك إليه من الناس برقيب ترقب أعمالهم ، وتحفظ عليهم أفعالهم ، إنما أنت رسول ، وإنما عليك البلاغ ، وعلينا الحساب .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد ، ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( وما أنت عليهم بوكيل ) أي بحفيظ .

[ ص: 298 ] حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي في قوله : ( وما أنت عليهم بوكيل ) قال : بحفيظ .

التالي السابق


الخدمات العلمية