1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الزمر
  4. القول في تأويل قوله تعالى " أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ( 43 ) قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون ( 44 ) )

يقول - تعالى ذكره - : أم اتخذ هؤلاء المشركون بالله من دونه آلهتهم التي يعبدونها شفعاء تشفع لهم عند الله في حاجاتهم . وقوله : ( قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ) يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد لهم : أتتخذون هذه الآلهة شفعاء كما تزعمون ولو كانوا لا يملكون لكم نفعا ولا ضرا ، ولا يعقلون شيئا ، قل لهم : إن تكونوا تعبدونها لذلك ، وتشفع لكم عند الله ، فأخلصوا عبادتكم لله ، وأفردوه بالألوهة ، فإن الشفاعة [ ص: 300 ] جميعا له ، لا يشفع عنده إلا من أذن له ، ورضي له قولا وأنتم متى أخلصتم له العبادة ، فدعوتموه ، وشفعكم ( له ملك السماوات والأرض ) ، يقول : له سلطان السماوات والأرض وملكها . وما تعبدون - أيها المشركون - من دونه له . يقول : فاعبدوا الملك لا المملوك الذي لا يملك شيئا . ( ثم إليه ترجعون ) يقول : ثم إلى الله مصيركم ، وهو معاقبكم على إشراككم به ، إن متم على شرككم .

ومعنى الكلام : لله الشفاعة جميعا ، له ملك السماوات والأرض ، فاعبدوا المالك الذي له ملك السماوات والأرض ، الذي يقدر على نفعكم في الدنيا ، وعلى ضركم فيها ، وعند مرجعكم إليه بعد مماتكم ، فإنكم إليه ترجعون .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( أم اتخذوا من دون الله شفعاء ) : الآلهة ( قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ) : الشفاعة .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : ( قل لله الشفاعة جميعا ) قال : لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية