القول في تأويل قوله تعالى : ( 
ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب  ( 22 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي فعلت بهؤلاء الأمم الذين من قبل مشركي  
[ ص: 372 ] قريش  من إهلاكناهم بذنوبهم فعلنا بهم بأنهم كانت تأتيهم رسل الله إليهم بالبينات ، يعني بالآيات الدالات على حقيقة ما تدعوهم إليه من توحيد الله ، والانتهاء إلى طاعته ( فكفروا ) يقول : فأنكروا رسالتها ، وجحدوا توحيد الله ، وأبوا أن يطيعوا الله ( 
فأخذهم الله  ) يقول : فأخذهم الله بعذابه فأهلكهم ( 
إنه قوي شديد العقاب  ) يقول : إن الله ذو قوة لا يقهره شيء ، ولا يغلبه ، ولا يعجزه شيء أراده ، شديد عقابه من عاقب من خلقه ، وهذا وعيد من الله مشركي 
قريش  ، المكذبين رسوله 
محمدا   - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم - جل ثناؤه - : فاحذروا أيها القوم أن تسلكوا سبيلهم في تكذيب محمد - صلى الله عليه وسلم - وجحود توحيد الله ، ومخالفة أمره ونهيه فيسلك بكم في تعجيل الهلاك لكم مسلكهم .