1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة غافر
  4. القول في تأويل قوله تعالى " لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار ( 43 ) )

يقول : حقا أن الذي تدعونني إليه من الأوثان ، ليس له دعاء في الدنيا ولا في الآخرة ، لأنه جماد لا ينطق ، ولا يفهم شيئا . [ ص: 392 ]

و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( ليس له دعوة في الدنيا ) قال : الوثن ليس بشيء .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة ) : أي لا ينفع ولا يضر .

حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله : ( ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة ) .

وقوله : ( وأن مردنا إلى الله ) يقول : وأن مرجعنا ومنقلبنا بعد مماتنا إلى الله ( وأن المسرفين هم أصحاب النار ) يقول : وإن المشركين بالله المتعدين حدوده ، القتلة النفوس التي حرم الله قتلها ، هم أصحاب نار جهنم عند مرجعنا إلى الله .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في معنى المسرفين في هذا الموضع ، فقال بعضهم : هم سفاكو الدماء بغير حقها .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن مجاهد ، في قوله : ( وأن المسرفين هم أصحاب النار ) قال : هم السفاكون الدماء بغير حقها .

حدثنا علي بن سهل قال : ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد في قول الله ( وأن المسرفين هم أصحاب النار ) قال : هم السفاكون الدماء [ ص: 393 ] بغير حقها .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ( وأن المسرفين ) قال : السفاكون الدماء بغير حقها ، هم أصحاب النار .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( وأن المسرفين هم أصحاب النار ) قال : سماهم الله مسرفين ، فرعون ومن معه .

وقال آخرون : هم المشركون .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، ( وأن المسرفين هم أصحاب النار ) : أي المشركون . وقد بينا معنى الإسراف فيما مضى قبل بما فيه الكفاية من إعادته في هذا الموضع .

وإنما اخترنا في تأويل ذلك في هذا الموضع ما اخترنا ، لأن قائل هذا القول لفرعون وقومه ، إنما قصد فرعون به لكفره ، وما كان هم به من قتل موسى ، وكان فرعون عاليا عاتيا في كفر . سفاكا للدماء التي كان محرما عليه سفكها ، وكل ذلك من الإسراف ، فلذلك اخترنا ما اخترنا من التأويل في ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية