1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة غافر
  4. القول في تأويل قوله تعالى " ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ( 75 ) ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ( 76 ) )

يعني - تعالى ذكره - بقوله : ( ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق ) هذا الذي فعلنا اليوم بكم أيها القوم من تعذيبناكم العذاب الذي أنتم فيه ، بفرحكم الذي كنتم تفرحونه في الدنيا ، بغير ما أذن لكم به من الباطل والمعاصي ، وبمرحكم فيها ، والمرح : هو الأشر والبطر .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق ) إلى ( فبئس مثوى المتكبرين ) قال : الفرح والمرح : الفخر والخيلاء ، والعمل في الأرض بالخطيئة ، وكان ذلك في الشرك ، وهو مثل قوله لقارون : ( إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ) وذلك في الشرك .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ) [ ص: 418 ] قال : تبطرون وتأشرون .

حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي قوله : ( تمرحون ) قال : تبطرون .

وقوله : ( ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ) يقول - تعالى ذكره - لهم : ادخلوا أبواب جهنم السبعة من كل باب منها جزء مقسوم منكم ( فبئس مثوى المتكبرين ) يقول : فبئس منزل المتكبرين في الدنيا على الله أن يوحدوه ، ويؤمنوا برسله اليوم جهنم .

التالي السابق


الخدمات العلمية