1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة فصلت
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ( 25 ) )

يعني - تعالى ذكره - بقوله : ( وقيضنا لهم قرناء ) وبعثنا لهم نظراء من الشياطين ، فجعلناهم لهم قرناء قرناهم بهم يزينون لهم قبائح أعمالهم ، فزينوا لهم ذلك .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( وقيضنا لهم قرناء ) قال : الشيطان .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( وقيضنا لهم قرناء ) قال : شياطين .

وقوله : ( فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم ) يقول : فزين لهؤلاء الكفار قرناؤهم من الشياطين ما بين أيديهم من أمر الدنيا . فحسنوا ذلك لهم وحببوه [ ص: 459 ] إليهم حتى آثروه على أمر الآخرة ( وما خلفهم ) يقول : وحسنوا لهم أيضا ما بعد مماتهم بأن دعوهم إلى التكذيب بالمعاد ، وأن من هلك منهم ، فلن يبعث ، وأن لا ثواب ولا عقاب حتى صدقوهم على ذلك ، وسهل عليهم فعل كل ما يشتهونه ، وركوب كل ما يلتذونه من الفواحش باستحسانهم ذلك لأنفسهم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( فزينوا لهم ما بين أيديهم ) من أمر الدنيا ( وما خلفهم ) من أمر الآخرة .

وقوله : ( وحق عليهم القول ) يقول - تعالى ذكره - : ووجب لهم العذاب بركوبهم ما ركبوا مما زين لهم قرناؤهم وهم من الشياطين .

كما حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( وحق عليهم القول ) قال : العذاب . ( في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس ) ، يقول - تعالى ذكره - : وحق على هؤلاء الذين قيضنا لهم قرناء من الشياطين ، فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم العذاب في أمم قد مضت قبلهم من ضربائهم ، حق عليهم من عذابنا مثل الذي حق على هؤلاء بعضهم من الجن وبعضهم من الإنس .

( إنهم كانوا خاسرين ) يقول : إن تلك الأمم الذين حق عليهم عذابنا من الجن والإنس ، كانوا مغبونين ببيعهم رضا الله ورحمته بسخطه وعذابه .

التالي السابق


الخدمات العلمية