القول في 
تأويل قوله تعالى : ( فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون  ( 38 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : فإن استكبر يا 
محمد  هؤلاء الذين أنت بين أظهرهم من مشركي 
قريش  ، وتعظموا عن أن يسجدوا لله الذي خلقهم وخلق الشمس والقمر ، فإن الملائكة الذين عند ربك لا يستكبرون عن ذلك ، ولا يتعظمون عنه ، بل يسبحون له ، ويصلون ليلا ونهارا ، ( 
وهم لا يسأمون  ) يقول وهم لا يفترون عن عبادتهم ، ولا يملون الصلاة له . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .  
[ ص: 475 ] 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
محمد بن سعد  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي . عن أبيه ، عن 
ابن عباس  قوله : ( 
فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار  ) قال : يعني 
محمدا  ، يقول : عبادي ، ملائكة صافون يسبحون ولا يستكبرون  .