القول في 
تأويل قوله تعالى : ( إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد  ( 47 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : إلى الله يرد علم الساعة ، فإنه لا يعلم ما قيامها غيره . ( 
وما تخرج من ثمرات من أكمامها  ) يقول : وما تظهر من ثمرة شجرة من أكمامها التي هي متغيبة فيها ، فتخرج منها بارزة . (  
[ ص: 488 ] وما تحمل من أنثى  ) يقول : وما تحمل من أنثى من حمل حين تحمله ، ولا تضع ولدها إلا بعلم من الله ، لا يخفى عليه شيء من ذلك . 
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : ( 
وما تخرج من ثمرات من أكمامها  ) قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
محمد بن عمرو  قال : ثنا 
أبو عاصم  قال : ثنا 
عيسى  ، وحدثني 
الحارث  قال : ثنا 
الحسن  قال : ثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  ، في قوله : ( 
من أكمامها  ) قال : حين تطلع  . 
حدثنا 
محمد  قال : ثنا 
أحمد  قال : ثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   ( 
وما تخرج من ثمرات من أكمامها  ) قال : من طلعها والأكمام جمع كمة وهو كل ظرف لماء أو غيره ، والعرب تدعو قشر الكفراة كما  . 
واختلفت القراء في قراءة قوله : ( من ثمرات ) فقرأت ذلك قراء 
المدينة   : ( من ثمرات ) على الجماع ، وقرأت قراء 
الكوفة   " من ثمرات " على لفظ الواحدة ، وبأي القراءتين قرئ ذلك فهو عندنا صواب لتقارب معنييهما مع شهرتهما في القراءة . 
وقوله : ( 
ويوم يناديهم أين شركائي  ) يقول - تعالى ذكره - : ويوم ينادي الله هؤلاء المشركين به في الدنيا الأوثان والأصنام : أين شركائي الذين كنتم تشركونهم في عبادتكم إياي ؟ . ( 
قالوا آذناك  ) يقول : أعلمناك ( 
ما منا من شهيد  ) يقول : قال هؤلاء المشركون لربهم يومئذ : ما منا من شهيد يشهد أن لك شريكا . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
علي  قال : ثنا 
أبو صالح  قال : ثني 
معاوية  ، عن 
علي  ، عن  
[ ص: 489 ] ابن عباس  قوله ( 
آذناك  ) يقول : أعلمناك  . 
حدثني 
محمد  قال : ثنا 
أبو صالح  قال : ثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي  ، في قوله : ( 
آذناك ما منا من شهيد  ) قالوا : أطعناك ما منا من شهيد على أن لك شريكا  .