القول في 
تأويل قوله تعالى : ( قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم  ( 30 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - مخبرا عن قيل هؤلاء الذين صرفوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجن لقومهم لما انصرفوا إليهم من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
يا قومنا ، من الجن ، 
إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد كتاب 
موسى مصدقا لما بين يديه يقول : يصدق ما قبله من كتب الله التي أنزلها على رسله . 
وقوله ( 
يهدي إلى الحق  ) يقول : يرشد إلى الصواب ، ويدل على ما فيه لله رضا ( 
وإلى طريق مستقيم  ) يقول : وإلى طريق لا اعوجاج فيه ، وهو الإسلام .  
[ ص: 141 ] 
وكان 
قتادة  يقول في ذلك ما حدثنا 
بشر  قال : ثنا 
سعيد  عن 
قتادة  أنه قرأ ( 
قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم  ) فقال : ما أسرع ما عقل القوم ، ذكر لنا أنهم صرفوا إليه من 
نينوى   .