1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة محمد
  4. القول في تأويل قوله تعالى " ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ( 3 ) ) [ ص: 153 ]

يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي فعلنا بهذين الفريقين من إضلالنا أعمال الكافرين ، وتكفيرنا عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات جزاء منا لكل فريق منهم على فعله . أما الكافرون فأضللنا أعمالهم ، وجعلناها على غير استقامة وهدى ، بأنهم اتبعوا الشيطان فأطاعوه ، وهو الباطل .

كما حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، وعباس بن محمد قالا ثنا حجاج بن محمد قال : قال ابن جريج : أخبرني خالد أنه سمع مجاهدا يقول ( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل ) قال : الباطل : الشيطان . وأما المؤمنون فكفرنا عنهم سيئاتهم ، وأصلحنا لهم حالهم بأنهم اتبعوا الحق الذي جاءهم من ربهم ، وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - وما جاءهم به من عند ربه من النور والبرهان ( كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ) يقول - عز وجل - : كما بينت لكم أيها الناس فعلي بفريق الكفر والإيمان ، كذلك نمثل للناس الأمثال ، ونشبه لهم الأشباه ، فنلحق بكل قوم من الأمثال أشكالا .

التالي السابق


الخدمات العلمية