1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الفتح
  4. القول في تأويل قوله تعالى " ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ( 13 ) ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما ( 14 ) )

يقول - تعالى ذكره - لهؤلاء المنافقين من الأعراب ، ومن لم يؤمن أيها الأعراب بالله ورسوله منكم ومن غيركم ، فيصدقه على ما أخبر به ، ويقر بما جاء به من الحق من عند ربه ، فإنا أعددنا لهم جميعا سعيرا من النار تستعر عليهم في جهنم إذا وردوها يوم القيامة; يقال من ذلك : سعرت النار : إذا أوقدتها ، فأنا أسعرها سعرا; ويقال : سعرتها أيضا إذا حركتها . وإنما قيل للمسعر مسعر ، لأنه يحرك به النار ، ومنه قولهم : إنه لمسعر حرب : يراد به موقدها ومهيجها .

وقوله ( ولله ملك السماوات والأرض ) يقول - تعالى ذكره - : ولله سلطان السماوات والأرض ، فلا أحد يقدر أيها المنافقون على دفعه عما أراد بكم من تعذيب على نفاقكم إن أصررتم عليه أو منعه من عفوه عنكم إن عفا ، إن أنتم [ ص: 215 ] تبتم من نفاقكم وكفركم ، وهذا من الله - جل ثناؤه - حث لهؤلاء الأعراب المتخلفين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التوبة والمراجعة إلى أمر الله في طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم : بادروا بالتوبة من تخلفكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن الله يغفر للتائبين ( وكان الله غفورا رحيما ) يقول : ولم يزل الله ذا عفو عن عقوبة التائبين إليه من ذنوبهم ومعاصيهم من عباده ، وذا رحمة بهم أن يعاقبهم على ذنوبهم بعد توبتهم منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية