القول في تأويل قوله تعالى : ( 
أم له البنات ولكم البنون  ( 39 ) 
أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون  ( 40 ) 
أم عندهم الغيب فهم يكتبون  ( 41 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - للمشركين به من 
قريش   : ألربكم أيها القوم البنات ولكم البنون؟ ذلك إذن قسمة ضيزى ، وقوله : ( 
أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون  ) يقول - تعالى ذكره - لنبيه 
محمد   - صلى الله عليه وسلم - : أتسأل هؤلاء المشركين الذين أرسلناك إليهم يا 
محمد  على ما تدعوهم إليه من توحيد الله وطاعته ثوابا وعوضا من أموالهم ، فهم من ثقل ما حملتهم من الغرم لا يقدرون على إجابتك إلى ما تدعوهم إليه . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .  
[ ص: 484 ] 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
بشر  قال : ثنا 
يزيد  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة  قوله : ( 
أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون  ) يقول : هل سألت هؤلاء القوم أجرا يجهدهم ، فلا يستطيعون الإسلام  . 
حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال : قال 
ابن زيد  في قوله ( 
أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون  ) قال : يقول : أسألتهم على هذا أجرا ، فأثقلهم الذي يبتغى أخذه منهم  . 
وقوله ( 
أم عندهم الغيب فهم يكتبون  ) يقول - تعالى ذكره - : أم عندهم علم الغيب فهم يكتبون ذلك للناس ، فينبئونهم بما شاءوا ، ويخبرونهم بما أرادوا .