القول في تأويل قوله تعالى : ( 
أفتمارونه على ما يرى  ( 12 ) 
ولقد رآه نزلة أخرى  ( 13 ) 
عند سدرة المنتهى  ( 14 ) 
عندها جنة المأوى  ( 15 ) 
إذ يغشى السدرة ما يغشى  ( 16 ) )  
[ ص: 510 ] 
اختلفت القراء في قراءة ( أفتمارونه ) ، فقرأ ذلك 
 nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود  وعامة أصحابه " أفتمرونه " بفتح التاء بغير ألف ، وهي قراءة عامة 
أهل الكوفة  ، ووجهوا تأويله إلى أفتجحدونه . 
حدثني 
يعقوب بن إبراهيم  قال : ثنا 
هشيم  قال : أخبرنا 
مغيرة  ، عن 
إبراهيم  أنه كان يقرأ : " أفتمرونه " بفتح التاء بغير ألف ، يقول : أفتجحدونه ، ومن قرأ ( أفتمارونه ) قال : أفتجادلونه . وقرأ ذلك عامة قراء 
المدينة  ومكة  والبصرة  وبعض الكوفيين ( أفتمارونه ) بضم التاء والألف ، بمعنى : أفتجادلونه . 
والصواب من القول في ذلك : أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى ، وذلك أن المشركين قد جحدوا أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى ما أراه الله ليلة أسري به وجادلوا في ذلك ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب . 
وتأويل الكلام : أفتجادلون أيها المشركون 
محمدا  على ما يرى مما أراه الله من آياته . 
وقوله ( 
ولقد رآه نزلة أخرى  ) يقول : لقد رآه مرة أخرى . 
واختلف أهل التأويل في الذي رأى 
محمد  نزلة أخرى نحو اختلافهم في قوله : ( 
ما كذب الفؤاد ما رأى  ) . 
ذكر بعض ما روي في ذلك من الاختلاف . 
ذكر من قال فيه رأى 
جبريل  عليه السلام : 
حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى  قال : ثنا 
عبد الوهاب الثقفي  قال : ثنا 
داود  ،  
[ ص: 511 ] عن 
عامر  ، عن 
مسروق  ، عن 
عائشة  ، أن 
عائشة  قالت : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811035يا أبا عائشة  من زعم أن محمدا  رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله  ; قال : وكنت متكئا ، فجلست ، فقلت : يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجليني ، أرأيت قول الله ( ولقد رآه نزلة أخرى ، ولقد رآه بالأفق المبين  ) قالت : إنما هو جبريل  رآه مرة على خلقه وصورته التي خلق عليها ، ورآه مرة أخرى حين هبط من السماء إلى الأرض سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض ، قالت : أنا أول من سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية ، قال : " هو جبريل  عليه السلام  " . 
حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى  قال : ثنا 
ابن أبي عدي  وعبد الأعلى  ، عن 
داود  ، عن 
عامر  ، عن 
مسروق  ، عن 
عائشة  بنحوه . 
حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون  قال : أخبرنا 
داود  ، عن 
الشعبي  ، عن 
مسروق  قال : كنت عند 
عائشة  ، فذكر نحوه . 
حدثنا 
ابن وكيع  قال : ثنا 
عبد الأعلى  ، عن 
داود  ، عن 
الشعبي  ، عن 
مسروق ،  عن 
عائشة  رضي الله عنها قالت له : يا 
أبا عائشة  ، من زعم أن 
محمدا  رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله ، والله يقول : ( 
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار  ) - ( 
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب  ) قال : وكنت متكئا ، فجلست وقلت : يا أم المؤمنين انتظري ولا تعجلي؛ ألم يقل الله ( 
ولقد رآه نزلة أخرى  ) - ( 
ولقد رآه بالأفق المبين  ) فقالت : أنا أول هذه الأمة سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، فقال : " لم أر 
جبريل  على صورته إلا هاتين المرتين منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض  " . 
حدثني 
يعقوب بن إبراهيم  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية  قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند  ، عن 
الشعبي ،  عن 
مسروق  قال : كنت متكئا عند 
عائشة  ، فقالت : يا أبا 
عائشة  ، ثم ذكر نحوه . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
سفيان  ، عن 
أبي إسحاق  ، عن 
عبد الرحمن بن يزيد  ، عن 
ابن مسعود   ( 
ولقد رآه نزلة أخرى  ) قال : رأى 
جبريل  في رفرف  
[ ص: 512 ] قد ملأ ما بين السماء والأرض  . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
مهران  ، عن 
سفيان  ، عن 
قيس بن وهب  ، عن 
مرة ،  عن 
ابن مسعود   ( 
ولقد رآه نزلة أخرى  ) قال : رأى 
جبريل  في وبر رجليه كالدر ، مثل القطر على البقل  . 
حدثني 
الحسين بن علي الصدائي  قال : ثنا 
أبو أسامة  ، عن 
سفيان  ، عن 
قيس بن وهب  ، عن 
مرة  فى قوله ( 
ولقد رآه نزلة أخرى  ) ثم ذكر نحوه . 
حدثنا 
ابن بشار  قال : ثنا 
مؤمل  قال : ثنا 
سفيان ،  عن 
سلمة بن كهيل  ، عن 
مجاهد   ( 
ولقد رآه نزلة أخرى  ) قال : رأى 
جبريل  في صورته مرتين  . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
مهران  ، عن 
سفيان  ، عن 
سلمة بن كهيل الحضرمي  ، عن 
مجاهد  قال : رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - 
جبريل  عليه السلام في صورته مرتين  . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
مهران  ، عن 
أبي جعفر  ، عن 
الربيع   ( 
ولقد رآه نزلة أخرى  ) قال : 
جبريل  عليه السلام  . 
حدثنا 
عبد الحميد بن بيان  قال : ثنا 
محمد بن يزيد  ، عن 
إسماعيل  ، عن 
عامر  قال : ثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=16411عبد الله بن الحارث بن نوفل  ، عن 
كعب  أنه أخبره أن الله تبارك وتعالى قسم رؤيته وكلامه بين 
موسى  ومحمد  ، فكلمه 
موسى  مرتين ، ورآه 
محمد  مرتين ، قال : فأتى 
مسروق  عائشة  ، فقال : يا أم المؤمنين ، هل رأى 
محمد  ربه ، فقالت : سبحان الله لقد قف شعري لما قلت : أين أنت من ثلاثة من حدثك بهن فقد كذب ، من أخبرك أن 
محمدا  رأى ربه فقد كذب ، ثم قرأت  
[ ص: 513 ]  ( 
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير  ) ، ( 
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب  ) ومن أخبرك ما في غد فقد كذب ، ثم تلت آخر سورة لقمان ( 
إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت  ) ومن أخبرك أن 
محمدا  كتم شيئا من الوحي فقد كذب ، ثم قرأت ( 
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك  ) قالت : ولكنه رأى 
جبريل  عليه السلام في صورته مرتين  . 
حدثنا 
موسى بن عبد الرحمن  قال : ثنا 
أبو أسامة  قال : ثني 
إسماعيل  ، عن 
عامر  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16411عبد الله بن الحارث بن نوفل  قال : سمعت 
كعبا  ، ثم ذكر نحو حديث 
عبد الحميد بن بيان  ، غير أنه قال في حديثه فرآه 
محمد  مرة ، وكلمه 
موسى  مرتين . 
ذكر من قال فيه : رأى ربه عز وجل . 
حدثنا 
أبو كريب  قال : ثنا 
عمرو بن حماد  قال : ثنا 
أسباط  ، عن 
سماك  عن 
عكرمة  ، عن 
ابن عباس  أنه قال ( 
ولقد رآه نزلة أخرى  ) قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه بقلبه ، فقال له رجل عند ذلك : أليس ( 
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار  ) ؟ قال له 
عكرمة   : أليس ترى السماء ؟ قال : بلى ، أفكلها ترى؟  . 
حدثنا 
سعيد بن يحيى  قال : ثنا أبي ، قال : ثنا 
محمد بن عمرو  ، عن 
أبي سلمة  ، عن 
ابن عباس  في قول الله ( 
ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى  ) قال : دنا ربه فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى; قال : قال 
ابن عباس  قد رآه النبي - صلى الله عليه وسلم  - . 
وقوله ( 
عند سدرة المنتهى  ) يقول - تعالى ذكره - : ولقد رآه عند سدرة المنتهى ، ف" عند " من صلة قوله ( رآه ) والسدرة : شجرة النبق . 
وقيل لها سدرة المنتهى في قول بعض أهل العلم من أهل التأويل ، لأنه إليها ينتهي علم كل عالم . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
يعقوب  ، عن 
حفص بن حميد  ، عن 
شمر  قال : جاء 
ابن عباس  إلى 
كعب الأحبار  ، فقال له : حدثني عن قول الله  
[ ص: 514 ]  ( 
عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى  ) فقال 
كعب   : إنها سدرة في أصل العرش ، إليها ينتهي علم كل عالم ، ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، ما خلفها غيب ، لا يعلمه إلا الله  . 
حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال : قال أخبرني 
جرير بن حازم  ، عن 
الأعمش  ، عن 
شمر بن عطية  ، عن 
هلال بن يساف  قال : سأل 
ابن عباس  كعبا  ، عن سدرة المنتهى وأنا حاضر ، فقال 
كعب   : إنها سدرة على رءوس حملة العرش ، وإليها ينتهي علم الخلائق ، ثم ليس لأحد وراءها علم ، ولذلك سميت سدرة المنتهى ، لانتهاء العلم إليها  . 
وقال آخرون : قيل لها سدرة المنتهى ، لأنها ينتهي ما يهبط من فوقها ، ويصعد من تحتها من أمر الله إليها . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
محمد بن عمارة  قال : ثنا 
سهل بن عامر  قال : ثنا 
مالك ،  عن 
الزبير ،  عن 
عدي  ، عن 
طلحة اليامي  ، عن 
مرة  ، عن 
عبد الله  قال : لما أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة ، إليها ينتهي من يعرج من الأرض أو من تحتها ، فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها ، فيقبض فيها  . 
حدثني 
جعفر بن محمد المروزي  قال : ثنا 
يعلى  ، عن 
الأجلح  قال : قلت 
للضحاك   : 
لم تسمى سدرة المنتهى؟ قال : لأنه ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها  . 
وقال آخرون : قيل لها : سدرة المنتهى ، لأنه ينتهي إليها كل من كان على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنهاجه . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
مهران  ، عن 
أبي جعفر  ، عن 
الربيع   [ ص: 515 ]  ( 
عند سدرة المنتهى  ) ، قال : إليها ينتهي كل أحد ، خلا على سنة 
أحمد ،  فلذلك سميت المنتهى  . 
حدثني 
علي بن سهل  قال : ثنا 
حجاج  قال : ثنا 
أبو جعفر الرازي ،  عن 
الربيع بن أنس  ، عن 
أبي العالية الرياحي  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  ، أو غيره " شك 
أبو جعفر الرازي   " قال : لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، انتهى إلى السدرة ، فقيل له : هذه السدرة ينتهي إليها كل أحد خلا من أمتك على سنتك  . 
والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن معنى المنتهى الانتهاء ، فكأنه قيل : عند سدرة الانتهاء . وجائز أن يكون قيل لها سدرة المنتهى : لانتهاء علم كل عالم من الخلق إليها ، كما قال 
كعب   . وجائز أن يكون قيل ذلك لها ؛ لانتهاء ما يصعد من تحتها ، وينزل من فوقها إليها ، كما روي عن 
عبد الله   . وجائز أن يكون قيل ذلك كذلك لانتهاء كل من خلا من الناس على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليها . وجائز أن يكون قيل لها ذلك لجميع ذلك ، ولا خبر يقطع العذر بأنه قيل ذلك لها لبعض ذلك دون بعض ، فلا قول فيه أصح من القول الذي قال ربنا جل جلاله ، وهو أنها سدرة المنتهى . 
وبالذي قلنا في أنها شجرة النبق تتابعت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقال أهل العلم . 
ذكر ما في ذلك من الآثار ، وقول أهل العلم : 
حدثنا 
ابن بشار  قال : ثنا 
ابن أبي عدي  ، عن 
حميد  ، عن 
أنس بن مالك  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811036انتهيت إلى السدرة فإذا نبقها مثل الجرار ، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة فلما غشيها من أمر الله ما غشيها ، تحولت ياقوتا وزمردا ونحو ذلك  " . 
حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى  قال : ثنا 
ابن أبي عدي  ، عن 
سعيد  عن 
قتادة  ، عن 
أنس بن مالك  عن 
مالك بن صعصعة  رجل من قومه قال : قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811037لما انتهيت إلى السماء السابعة أتيت على إبراهيم  فقلت : يا جبريل  من هذا؟  [ ص: 516 ] قال : هذا أبوك إبراهيم  ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، قال : ثم رفعت لي سدرة المنتهى فحدث نبي الله أن نبقها مثل قلال هجر ، وأن ورقها مثل آذان الفيلة  " . 
وحدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى  قال : ثنا 
خالد بن الحارث  قال : ثنا 
سعيد  ، عن 
قتادة  ، عن 
أنس بن مالك  عن 
مالك بن صعصعة  رجل من قومه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بنحوه . 
حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17105معاذ بن هشام  قال : ثني أبي ، عن 
قتادة  قال : ثنا 
أنس بن مالك  ، عن 
مالك بن صعصعة ،  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ، فذكر نحوه . 
حدثنا 
أحمد بن أبي سريج  قال : ثنا 
الفضل بن عنبسة  قال : ثنا 
حماد بن سلمة  ، عن 
ثابت البناني  ، عن 
أنس بن مالك  ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811038ركبت البراق ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى ، فإذا ورقها كآذان الفيلة ، وإذا ثمرها كالقلال ; قال : فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت ، فما أحد يستطيع أن يصفها من حسنها ، قال : فأوحى الله إلي ما أوحى  " . 
حدثنا 
أحمد بن أبي سريج  قال : ثنا 
أبو النضر  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة  ، عن 
أنس  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811793عرج بي الملك ; قال : ثم انتهيت إلى السدرة وأنا أعرف أنها سدرة ، أعرف ورقها وثمرها ; قال : فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت حتى ما يستطيع أحد أن يصفها  " . 
حدثنا 
محمد بن سنان القزاز  قال : ثنا 
يونس بن إسماعيل  قال : ثنا 
سليمان  ، عن 
ثابت  ، عن 
أنس  عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله ، إلا أنه قال : " حتى ما أستطيع أن أصفها " . 
حدثنا 
علي بن سهل  قال : ثنا 
حجاج  قال : ثنا 
أبو جعفر الرازي  ، عن 
الربيع بن أنس  ، عن 
أبي العالية الرياحي  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  أو غيره " شك 
أبو جعفر الرازي   " قال : لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - انتهى إلى السدرة ، فقيل له :  
[ ص: 517 ] هذه السدرة ينتهي إليها كل أحد خلا من أمتك على سنتك ، فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها ، والورقة منها تغطي الأمة كلها "  . 
وحدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
مهران  ، عن 
سفيان  ، عن 
سلمة بن كهيل الحضرمي  ، عن 
الحسن العرني  ، أراه عن 
الهذيل بن شرحبيل  ، عن 
ابن مسعود   ( 
سدرة المنتهى  ) قال : من صبر الجنة عليها أو عليه فضول السندس والإستبرق ، أو جعل عليها فضول  . 
وحدثنا 
ابن حميد  مرة أخرى ، عن 
مهران  ، فقال : عن 
الحسن العرني  ، عن 
الهذيل  ، عن 
ابن مسعود   " ولم يشك فيه " ، وزاد فيه : قال صبر الجنة : يعني وسطها; وقال أيضا : عليها فضول السندس والإستبرق  . 
حدثنا 
ابن بشار  قال : ثنا 
عبد الرحمن  قال : ثنا 
سفيان  ، عن 
سلمة بن كهيل  ، عن 
الحسن العرني  ، عن 
الهذيل بن شرحبيل  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود  في قوله ( 
سدرة المنتهى  ) قال : صبر الجنة عليها السندس والإستبرق  . 
حدثنا 
أبو كريب  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير  ، عن 
محمد بن إسحاق  ، عن 
يحيى بن عباد بن عبد الله  ، عن أبيه ، عن 
أسماء بنت أبي بكر  ، قالت : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502097سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكر سدرة المنتهى ، فقال : يسير في ظل الفنن منها مئة راكب ، أو قال : يستظل في الفنن منها مئة راكب " ، شك يحيى   " ، فيها فراش الذهب ، كأن ثمرها القلال "  . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
مهران  ، عن 
أبي جعفر  ، عن 
الربيع  ، عن سدرة المنتهى ، قال : السدرة : شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها ، وإن ورقة منها غشت الأمة كلها  . 
حدثنا 
ابن عبد الأعلى  قال : ثنا 
ابن ثور  ، عن 
معمر  ، عن 
قتادة  في قوله ( 
عند سدرة المنتهى  ) : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811041رفعت لي سدرة منتهاها  [ ص: 518 ] في السماء السابعة ، نبقها مثل قلال هجر ، وورقها مثل آذان الفيلة ، يخرج من ساقها نهران ظاهران ، ونهران باطنان ، قال : قلت لجبريل  ما هذان النهران أرواح قال : أما النهران الباطنان ففي الجنة ، وأما النهران الظاهران : فالنيل  والفرات   " . 
وقوله ( 
عندها جنة المأوى  ) يقول - تعالى ذكره - : عند سدرة المنتهى جنة مأوى الشهداء . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
محمد بن سعد  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس  قوله ( 
عندها جنة المأوى  ) قال : هي يمين العرش ، وهي منزل الشهداء . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
مهران  ، عن 
سفيان  ، عن 
داود  ، عن 
أبي العالية  عن 
ابن عباس   ( 
عندها جنة المأوى  ) قال : هو كقوله ( 
فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون  )  . 
حدثنا 
ابن عبد الأعلى  قال : ثنا 
ابن ثور  ، عن 
معمر  ، عن 
قتادة  في قوله ( 
عندها جنة المأوى  ) قال : منازل الشهداء  . 
وقوله ( 
إذ يغشى السدرة ما يغشى  ) يقول - تعالى ذكره - : ولقد رآه نزلة أخرى ; إذ يغشى السدرة ما يغشى ، ف" إذ " من صلة " رآه " . 
واختلف أهل التأويل في الذي يغشى السدرة ، فقال بعضهم : غشيها فراش الذهب . 
ذكر من قال ذلك :  
[ ص: 519 ] 
حدثني 
محمد بن عمارة  قال : ثنا 
سهل بن عامر  قال : ثنا 
مالك  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14414الزبير بن عدي  ، عن 
طلحة اليامي  ، عن 
مرة  ، عن 
عبد الله   ( 
إذ يغشى السدرة ما يغشى  ) قال : غشيها فراش من ذهب . 
حدثني 
أبو السائب  قال : ثنا 
أبو معاوية  ، عن 
الأعمش ،  عن 
مسلم  أو 
طلحة   " شك 
الأعمش   " عن 
مسروق  في قوله : ( 
إذ يغشى السدرة ما يغشى  ) قال : غشيها فراش من ذهب  . 
حدثنا 
أبو كريب  قال : ثنا 
أبو خالد  ، عن 
جويبر  ، عن 
الضحاك  ، عن 
ابن عباس  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=812577رأيتها بعيني سدرة المنتهى حتى استثبتها ثم حال دونها فراش من ذهب  " . 
حدثنا 
ابن وكيع  قال : ثنا 
أبو خالد الأحمر  ، عن 
جويبر  ، عن 
الضحاك  ، عن 
ابن عباس   ( 
إذ يغشى السدرة ما يغشى  ) قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811794رأيتها حتى استثبتها ، ثم حال دونها فراش الذهب  " . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
جرير  ، عن 
مغيرة  ، عن 
مجاهد  وإبراهيم  في قوله ( 
إذ يغشى السدرة ما يغشى  ) قال : غشيها فراش من ذهب  . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : : ثنا 
مهران  ، عن 
موسى ، يعني ابن عبيدة ،  عن 
يعقوب بن زيد  قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=812578سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما رأيت يغشى السدرة ؟ قال : رأيتها يغشاها فراش من ذهب  " . 
حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال : قال 
ابن زيد  في قوله ( 
إذ يغشى السدرة ما يغشى  ) قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=812579قيل له : يا رسول الله ، أي شيء رأيت يغشى تلك السدرة ؟ قال : رأيتها يغشاها فراش من ذهب ، ورأيت على كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح الله  " . 
وقال آخرون : الذي غشيها رب العزة وملائكته . 
ذكر من قال ذلك :  
[ ص: 520 ] 
حدثني 
محمد بن سعد  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس  قوله : ( 
إذ يغشى السدرة ما يغشى  ) قال : غشيها الله ، فرأى 
محمد  من آيات ربه الكبرى  . 
حدثني 
محمد بن عمرو  قال : ثنا 
أبو عاصم  قال : ثنا 
عيسى   ; وحدثني 
الحارث  قال : ثنا 
الحسن  قال : ثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  في قوله ( 
إذ يغشى السدرة ما يغشى  ) قال : كان أغصان السدرة لؤلؤا وياقوتا أو زبرجدا ، فرآها 
محمد  ، ورأى 
محمد  بقلبه ربه  . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
مهران  ، عن 
أبي جعفر ،  عن 
الربيع   ( 
إذ يغشى السدرة ما يغشى  ) قال : غشيها نور الرب ، وغشيتها الملائكة من حب الله مثل الغربان حين يقعن على الشجر  " . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
حكام  ، عن 
أبي جعفر  ، عن 
الربيع  بنحوه . 
حدثنا 
علي بن سهل  قال : ثنا 
حجاج  قال : ثنا 
أبو جعفر الرازي  ، عن 
الربيع بن أنس  ، عن 
أبي العالية الرياحي  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  أو غيره " شك 
أبو جعفر   " قال : لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - انتهى إلى السدرة ، قال : فغشيها نور الخلاق ، وغشيتها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجر ، قال : فكلمه عند ذلك ، فقال له : سل  .