القول في تأويل قوله تعالى : ( 
ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى  ( 30 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي يقوله هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة في الملائكة من تسميتهم إياها تسمية الأنثى ( 
مبلغهم من العلم  ) يقول : ليس لهم علم إلا هذا الكفر بالله ، والشرك به على وجه الظن بغير يقين علم . 
وكان 
ابن زيد  يقول في ذلك ، ما حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن  [ ص: 531 ] وهب  قال : قال 
ابن زيد  في قوله ( 
فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم  ) قال : يقول ليس لهم علم إلا الذي هم فيه من الكفر برسول الله ، ومكايدتهم لما جاء من عند الله ، قال : وهؤلاء أهل الشرك  . 
وقوله ( 
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله  ) يقول - تعالى ذكره - : إن ربك يا 
محمد  هو أعلم بمن جار عن طريقه فى سابق علمه ، فلا يؤمن ، وذلك الطريق هو الإسلام ( 
وهو أعلم بمن اهتدى  ) يقول : وربك أعلم بمن أصاب طريقه فسلكه في سياق علمه ، وذلك الطريق أيضا الإسلام .