صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ( 9 ) )

يقول تعالى ذكره : والله بما تعملون خبير ( يوم يجمعكم ليوم الجمع ) الخلائق للعرض ( ذلك يوم التغابن ) يقول : الجمع يوم غبن أهل الجنة أهل النار . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في [ ص: 420 ] قول الله : ( ذلك يوم التغابن ) قال : هو غبن أهل الجنة أهل النار .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( يوم يجمعكم ليوم الجمع ) هو يوم القيامة ، وهو يوم التغابن : يوم غبن أهل الجنة أهل النار .

حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله : ( ذلك يوم التغابن ) من أسماء يوم القيامة ، عظمه وحذره عباده .

وقوله : ( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا ) يقول تعالى ذكره : ومن يصدق بالله ويعمل بطاعته ، وينته إلى أمره ونهيه ( يكفر عنه سيئاته ) يقول : يمح عنه ذنوبه ( ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ) يقول : ويدخله بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار .

وقوله : ( خالدين فيها أبدا ) يقول : لابثين فيها أبدا ، لا يموتون ، ولا يخرجون منها .

وقوله : ( ذلك الفوز العظيم ) يقول : خلودهم في الجنات التي وصفنا النجاء العظيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية