[ ص: 279 ] القول في تأويل قوله تعالى ( 
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بذلك : أن من الناس من يتخذ من دون الله أندادا له 
وقد بينا فيما مضى أن "الند " ، العدل ، بما يدل على ذلك من الشواهد ، فكرهنا إعادته . 
وأن الذين اتخذوا هذه "الأنداد " من دون الله ، يحبون أندادهم كحب المؤمنين الله . ثم أخبرهم أن المؤمنين أشد حبا لله ، من متخذي هذه الأنداد لأندادهم . 
واختلف أهل التأويل في "الأنداد " التي كان القوم اتخذوها . وما هي ؟ 
فقال بعضهم : هي آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله . 
ذكر من قال ذلك . 
2406 - حدثنا 
بشر بن معاذ  قال : حدثنا 
يزيد  ، عن 
سعيد  ، عن 
قتادة  قوله 
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ، من الكفار لأوثانهم  . 
2407 - حدثني 
محمد بن عمرو  قال : حدثنا 
أبو عاصم  قال : حدثنا 
عيسى ،  عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  في قوله تعالى ذكره : "يحبونهم كحب الله " ، مباهاة ومضاهاة للحق بالأنداد ، "والذين آمنوا أشد حبا لله " ، من الكفار لأوثانهم  . 
2408 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل  ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  مثله .  
[ ص: 280 ] 
2409 - حدثت عن 
عمار  قال : حدثنا 
ابن أبي جعفر  ، عن أبيه ، عن 
الربيع  قوله : " 
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله  " قال : هي الآلهة التي تعبد من دون الله ، يقول : يحبون أوثانهم كحب الله ، "والذين آمنوا أشد حبا لله " ، أي من الكفار لأوثانهم  . 
2410 - حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال : قال 
ابن زيد  في قوله : " 
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله  " قال : هؤلاء المشركون . أندادهم : آلهتهم التي عبدوا مع الله ، يحبونهم كما يحب الذين آمنوا الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله من حبهم هم آلهتهم  . 
وقال آخرون : بل "الأنداد " في هذا الموضع ، إنما هم سادتهم الذين كانوا يطيعونهم في معصية الله تعالى ذكره . 
ذكر من قال ذلك : 
2411 - حدثني 
موسى  قال : حدثنا 
عمرو  قال : حدثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " 
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله  " قال : الأنداد من الرجال ، يطيعونهم كما يطيعون الله ، إذا أمروهم أطاعوهم وعصوا الله  . 
فإن قال قائل : وكيف قيل : "كحب الله " ؟ وهل يحب الله الأنداد ؟ وهل كان متخذو الأنداد يحبون الله ، فيقال : "يحبونهم كحب الله " ؟ 
قيل : إن معنى ذلك بخلاف ما ذهبت إليه ، وإنما ذلك نظير قول القائل : "بعت غلامي كبيع غلامك " ، بمعنى : بعته كما بيع غلامك ، وكبيعك  
[ ص: 281 ] غلامك ، "واستوفيت حقي منه استيفاء حقك " ، بمعنى : استيفائك حقك ، فتحذف من الثاني كناية اسم المخاطب ، اكتفاء بكنايته في "الغلام " و"الحق " ، كما قال الشاعر : 
فلست مسلما ما دمت حيا على زيد بتسليم الأمير 
يعني بذلك : كما يسلم على الأمير . 
فمعنى الكلام إذا : ومن الناس من يتخذ ، أيها المؤمنون ، من دون الله أندادا يحبونهم كحبكم الله .