1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة نوح
  4. القول في تأويل قوله تعالى "وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا )

يقول تعالى ذكره مخبرا عن إخبار نوح ، عن قومه : ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) كان هؤلاء نفرا من بني آدم فيما ذكر عن آلهة القوم التي كانوا يعبدونها .

وكان من خبرهم فيما بلغنا ما حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن موسى ، عن محمد بن قيس ( ويعوق ونسرا ) قال : كانوا قوما صالحين من بني آدم ، وكان لهم أتباع يقتدون بهم ، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم : لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم ، فصوروهم ، فلما ماتوا ، وجاء آخرون دب إليهم إبليس ، فقال : إنما كانوا يعبدونهم ، وبهم يسقون المطر ، فعبدوهم .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن عكرمة ، قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على الإسلام .

وقال آخرون : هذه أسماء أصنام قوم نوح .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) قال : كان ود لهذا الحي من كلب بدومة الجندل ، وكانت سواع لهذيل برياط ، وكان يغوث لبني غطيف من مراد بالجرف من سبأ ، وكان يعوق لهمدان ببلخع ، وكان نسر لذي كلاع من حمير; قال : وكانت هذه الآلهة يعبدها قوم نوح ، ثم اتخذها العرب بعد ذلك . والله ما عدا خشبة أو طينة أو حجرا . [ ص: 640 ]

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) قال : كانت آلهة يعبدها قوم نوح ، ثم عبدتها العرب بعد ذلك ، قال : فكان ود لكلب بدومة الجندل ، وكان سواع لهذيل ، وكان يغوث لبني غطيف من مراد بالجرف ، وكان يعوق لهمدان ، وكان نسر لذي الكلاع من حمير .

حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) قال : هذه أصنام كانت تعبد في زمان نوح .

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( ولا يغوث ويعوق ونسرا ) قال : هذه أصنام ، وكانت تعبد في زمان نوح .

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( ولا يغوث ويعوق ونسرا ) هي آلهة كانت تكون باليمن .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( ولا يغوث ويعوق ونسرا ) قال : هذه آلهتهم التي يعبدون .

واختلفت القراء في قراءة قوله : ( ودا ) فقرأته عامة قراء المدينة "ودا" بضم الواو ، وقرأته عامة قراء الكوفة والبصرة : ( ودا ) بفتح الواو .

والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان في قراء الأمصار ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .

وقوله : ( وقد أضلوا كثيرا ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل نوح : وقد ضل بعبادة هذه الأصنام التي أحدثت على صور هؤلاء النفر المسمين في هذا الموضع كثير من الناس ، فنسب الضلال إذ ضل بها عابدوها إلى أنها المضلة .

وقوله : ( ولا تزد الظالمين إلا ضلالا ) يقول : ولا تزد الظالمين أنفسهم بكفرهم بآياتنا إلا ضلالا ، إلا طبعا على قلبه ، حتى لا يهتدي للحق .

التالي السابق


الخدمات العلمية